كشف معالي وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه أن وزارة الصحة بدأت تنفيذ خطة عاجلة لفهم وتحليل طبيعة فيروس كورونا وبحث أفضل سبل لاحتوائه والوقوف على الوضع الصحي في المملكة، وذلك من خلال مناقشة المستجدات والتدابير الواجب اتخاذها لمواجهة التهديدات التي يشكلها الفيروس وسبل الحد من انتشاره . وأوضح معاليه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بديوان الوزارة اليوم أن الوزارة في إطار جهودها المستمرة لتقصي الحقائق وجمع المعلومات تتطلع للأفكار والتوصيات المقدمة من المجلس الطبي الاستشاري بشأن الحد من انتشار الفيروس . وأضاف أنه جرى مؤخرا اتخاذ سلسلة من الإجراءات الفعالة والخطوات الجادة للحد من انتشار الفيروس في المملكة، شملت إجراء سلسلة من الزيارات الميدانية لعدد من المستشفيات في مختلف أنحاء المملكة لهدف الوقوف على مدى جاهزيتها واستعداداها لاستقبال أي حالات مصابة بالفيروس – لا قدر الله -، بالإضافة إلى تعيين المجلس الطبي الاستشاري الذي أنشأته الوزارة مؤخرا للمساعدة في مواجهة هذا التحدي حول الصحة العامة في المملكة، واصفا هذا المجلس بأنه ركيزة أساسية في دعم جهود وزارة الصحة . وبين أن الإجراءات شملت تخصيص 3 مراكز طبية لمواجهة الفيروس وهي مدينة الملك عبدالله الطبية بجدة الذي يعد المركز الرئيسي لمكافحة الفيروس، ومستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز بالرياض، ومجمع الدمام الطبي بالمنطقة الشرقية . وأشار فقيه إلى أن وزارة الصحة تدرس جميع الخيارات التي يمكنها مواجهة هذا التحدي الذي يتعلق بالصحة العامة بالمملكة في ظل الجهود المستمرة والإجراءات الصارمة التي تتبعها الوزارة ضمن خطتها العاجلة للحفاظ على سلامة مجتمعها في ظل الوضع الراهن، ويتوقع الإعلان عن المزيد من القرارات في الأيام القريبة . وقال معالي وزير الصحة المكلف : إن وزارة الصحة ملتزمة بمبدأ الشفافية والإفصاح سواءً مع وسائل الإعلام أو أفراد المجتمع السعودي، وتوفير جميع ما يحتاجونه من معلومات عن الوضع الراهن , إذ أننا مؤمنون بأنهم لن يستطيعوا المساهمة معنا في مكافحة الفيروس إلا إذا حصلوا على المعلومات الدقيقة حال توفرها، مؤكداً أن موقع الوزارة على الإنترنت يتم تحديثه يومياً ووضع تفاصيل كاملة عن الحالات التي رصدت ومواقع هذه الحالات وأعمار المصابين والجنس للحالة . وقدم شكره للمجلس الطبي الاستشاري على التوصيات والاقتراحات القيمة، التي قدمها مؤخراً ، لافتاً أن الوزارة ستعمل على مناقشة الاستشارات والعمل في ضوئها خلال الفترة القادمة وحذر معالي الوزير من المخالطة المباشرة مع الجمال، وفي حالة الاضطرار من الاقتراب منها وخاصة الجمال المصابة بأعراض تنفسية كالزكام وسيلان الأنف فينبغي لبس الكمامة وواقي للعينين وقفاز ومريول واقي للجسم . كما أهاب معاليه بأخذ الحيطة عند التعامل مع لحوم الجمال النيئة وعدم شرب الحليب قبل غليه، أما اللحوم المطبوخة فلا تشكل خطرا . ودعا المهندس فقيه المواطنين بعدم استقاء المعلومات المتعلقة بالفيروس من وسائل التواصل الاجتماعي ومن الذين يسوقون لمنتجات طبية وعلاجية وهمية غير مبينة على البراهين الطبية المتعارف عليها عالمياً، مؤكداً أن الوزارة قامت باستقطاب الاستشاريين والخبراء العالمين، وكونت لجانا استشارية للتعرف على كل كبيرة وصغيرة حول الفيروس وأن معلوماتها مبينة على ما يصدر من الفريق العلمي المتخصص . من جهته، أكد الدكتور جواد محجور رئيس وفد منظمة الصحة العالمية ومدير شعبة مكافحة الأمراض المعدية بمكتب إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية أن محاصرة فيروس كورونا والقضاء عليه خلال هذه الفترة تشكل أولوية، وأن الأمر لا يستدعي إعلان حالة الوباء، مشدداً على أن المنظمة لا توصي بأي إجراءات بشأن إيقاف السفر داخل أو خارج المملكة. وأشاد بجهود المملكة الوقائية ممثلة بوزارة الصحة لإيقاف انتشار الفيروس، إضافة إلى إجراء العديد من البحوث من أجل التعرف على المرض، مما يسهم في معرفة طرق الوقاية منه، مشيراً في هذا الصدد إلى استقطاب الوزارة للعديد من الخبراء والاستشاريين من داخل وخارج المملكة لمناقشة مستجدات الفيروس للحد من انتشاره . بدوره أوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش أن الوزارة تتابع جميع المستجدات وتعمل على مدار 24 ساعة من خلال لجانها المتخصصة، مبيناً للجميع أن الوضع مطمئن ولا يدعو للقلق . وحول لبس الكمامات في المواقع العامة أوضح الدكتور ميمش أن الوزارة لا تنصح المجتمع بلبس الكمامات في الشوارع والمدارس والأماكن العامة، بل يجب أن يقتصر ذلك على المخالطين من الأطباء والممرضين أثناء دخولهم على المرضى، مبيناً أن الاستمرار في لبسها قد تحولها إلى مصدر للعدوى. وحول المؤتمر الدولي، أكد ميمش أنه عقد بديوان الوزارة بمشاركة أبرز الخبراء في العالم، وناقش كل ما يتعلق بفيروس كورونا من ناحية المعلومات وطريقة انتشاره ونشاطه، مشيراً إلى عدم وجود علاج أو لقاح للفيروس حتى الآن. وفيما يتعلق بالاشتراطات الصحية الواجب توفرها في القادمين للحج والعمرة هذا العام، أوضح ميمش أن الوزارة مع اللجان العلمية وضعت مجموعة من الاشتراطات، ونصحت كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل أن يؤجلوا أداء الفريضة هذا العام. كما أكد الدكتور طارق محمد مدني المستشار الطبي المستقل لوزارة الصحة، أن المطهرات والمعقمات الموجودة في المنازل وتلك التي تستخدم بالمستشفيات كافية للوقاية من الفيروس وأن الوزارة توصي بتطهير الأسطح والطاولات والدرابزين الجانبي للدرج والسلالم الكهربائية، والأدوات التي تستخدم بشكل مستمر مثل الريموت كنترول مقابض الأبواب وأزرة المصاعد الكهربائية، مشيراً إلى أنه لا يوجد تفسير لانتشار المرض في الرجال أكثر من النساء، وربما يعود إلى أن الرجال أكثر ترددا على الأماكن العامة .