تصاعدت وتيرة أعمال العنف في عدد كبير من المدن العراقية عشية الانتخابات التشريعية المرتقبة اليوم، حيث أدت سلسلة هجمات متفرقة إلى مقتل نحو 80 شخصاً خلال ال 24 ساعة الماضية. وقتل 15 شخصاً وأصيب 20 على الأقل بجروح في انفجار مزدوج لعبوتين ناسفتين عند سوق في السعدية شمال شرق بغداد الثلاثاء، بعد يوم على مقتل ما لا يقل عن 64 شخصاً وإصابة نحو مئة بجروح في سلسلة هجمات استهدف أغلبها قوات الأمن. وأدت أعمال العنف التي ضربت البلاد منذ بداية شهر أبريل الحالي إلى مقتل أكثر من 750 شخصاً، فيما قتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص في عموم العراق منذ بداية العام الحالي، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية. ومن المقرر أن يتوجه أكثر من عشرين مليون عراقي اليوم إلى الصناديق الخاصة بالانتخابات البرلمانية الأولى منذ مغادرة القوات الأمريكية من البلاد نهاية عام 2011، تزامناً مع تصاعد موجة العنف التي تعصف بالبلاد منذ مطلع العام الماضي. ويقتل ما معدله نحو عشرين عراقياً يومياً منذ بداية العام الحالي في هجمات متكررة غالباً ما تستهدف قوات الأمن التي تبدو غير قادرة على وضع حد لها. ويُلقي فشل قوات الأمن في حماية مراكز الاقتراع الإثنين، من هجمات أغلبها انتحارية، بمزيد من الشكوك حول قدرة هذه القوات على حماية الناخبين الأربعاء. ويقول جون دريك المتخصص في شؤون العراق في مجموعة «ايه كي اي» البريطانية الأمنية الاستشارية لوكالة فرانس برس إن «المسلحين لن يجلسوا بهدوء ويقولوا للحكومة هيا نظِّموا انتخاباتكم». وأضاف «سيضربون بقوة لتشويه سمعة الحكومة وقوات الأمن ومنع العراقيين قدر ما يمكن من التوجه إلى مراكز الانتخاب بهدف جعل الانتخابات غير شرعية في نظر غالبية العراقيين». وفي بغداد، أكد عراقيون أن التفجيرات لن تحول بينهم وبين الانتخابات التي ينشدون فيها التغيير. وعلى أمل الحد من خطورة الأوضاع، أعلنت السلطات العراقية عطلة رسمية تمتد خمسة أيام من الأحد حتى الخميس، وفرضت حظراً على حركة المركبات في العاصمة بغداد يوم الانتخابات. وكان الوضع الأمني، منذ بداية الحملة الانتخابية في الأول من أبريل الحالي، أحد المحاور الرئيسة التي طرحت في حملات المرشحين الذين يبلغ عددهم 9039 مرشحاً يتنافسون على 328 مقعداً برلمانياً.