قُتل خمسون شخصاً على الأقل وأُصيب اكثر من 170 بجروح في هجمات متفرقة في العراق الثلاثاء، عشية الذكرى العاشرة للغزو الاميركي الذي دفع البلاد نحو موجة من العنف الدامي بدل ان يحولها الى حليف ديموقراطي كما كان مخططا. وقالت مصادر امنية وطبية ان 48 شخصا على الاقل قتلوا واصيب نحو 170 بجروح في اكثر من عشرين هجوما استهدفت مناطق شيعية في بغداد والاسكندرية (جنوب بغداد) والتاجي (شمال بغداد). كما قتل شخص في هجوم في بعقوبة (شمال شرق بغداد)، وآخر في الرمادي (غرب بغداد)، في يوم دام جديد في العراق يثير شكوكا اضافية حول قدرات القوات الامنية. وقال المحلل السياسي احسان الشمري ان «هجمات اليوم، بعد عشر سنوات من تغيير النظام، تؤكد ان المؤسسة الامنية لم تستطع حتى هذه اللحظة ان تكبح جماح» الجماعات المسلحة. وهجمات الثلاثاء التي لم تتبناها اي جهة حتى الآن، علما ان تنظيم القاعدة في العراق عادة ما يتبنى هجمات مماثلة، هي الاكبر في يوم واحد منذ التاسع من سبتمبر حين قتل 76 شخصا. وتصاعدت اعمال العنف مع اقتراب الذكرى العاشرة للغزو، اذ قتل 114 شخصا في اسبوع في العراق، فيما قتل منذ بداية شهر مارس الحالي 194 شخصا بحسب حصيلة اعدتها فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية. وفيما كانت التفجيرات تهز بغداد والمناطق المحيطة بها، قررت الحكومة العراقية تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في محافظتي الانبار ونينوى اللتين تسكنهما غالبية سنية بسبب الظروف الامنية فيهما. وكان من المقرر ان تجري الانتخابات في كل المحافظات ما عدا محافظات اقليم كردستان الثلاث وكركوك المتنازع عليها في 20 ابريل. وقبل عشر سنوات، في 20 مارس 2003، بدأت القوات الاميركية غزو العراق لإسقاط نظام صدام حسين ملوحة بنظام ديموقراطي بديل، الا ان القصة اتخذت منحى دمويا حين فتح حل الجيش العراقي الباب امام تمرد مسلح، سني وشيعي. والحرب نفسها كانت قصيرة، اذ استمرت حتى التاسع من ابريل قبل ان يعلن الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ان «المهمة أنجزت». الا ان ما تلاها بقي مصبوغا بالدم حتى اليوم. زوجان عراقيان يتفقدان منزلهما الذي تدمر في انفجار سيارة مفخخة ببغداد - (رويترز)