المملكة واحدة من أكثر الدول التي تعرضت للإرهاب وذاقت ويلاته، وعلى مدى سنوات استطاعت المملكة مكافحة هذه الآفة على جميع المستويات، معتبرة أن الأولوية في ذلك هي الأمن والأمان للوطن والمواطن، واستطاعت القيادة السياسية أن تضع يدها على الأسس التي تدفع بعض الأشخاص باتجاه الإرهاب وقدّمت علاجات على كافة الصعد وأهمها المناصحة التي نجحت إلى حد بعيد بإعادة عديد من الشباب إلى جادة الصواب. كما تعامل علماء الدين مع أسس وبنية الفكر المتطرف والمتشدد وقاموا بمعالجته من خلال منهج علمي مدروس بقيادة وزير الداخلية المرحوم الأمير نايف بن عبدالعزيز، وواصل النهج في التصدي للإرهاب وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف الذي نجح في محاربة واجتثاث جذور الإرهاب ومعالجة المشكلة من كافة الجوانب الأمنية والفكرية والشرعية والتوعوية. مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي انعقد في المدينةالمنورة أمس يأتي ضمن استمرار نهج المملكة في البحث وإيجاد السبل في مكافحة جذور الإرهاب والتوصية بإنشاء مركز بحثي متميز باسم خادم الحرمين الشريفين لدراسات المناصحة الفكرية، يؤكد على نجاح هذه التجربة في معالجة الغلو الفكري في منبته وتقديم برامج عملية فكرية وقائية ضد الأفكار المتطرفة والمنحرفة. الدراسات التي قامت بها الجهات الأمنية في المملكة أكدت أن التشدد والغلو الفكري هو السبب الرئيس وراء ظاهرة الإرهاب، والمملكة اليوم تحارب جميع أنواع التطرف المؤدي للإرهاب ونجحت برامج المناصحة المتخصصة في جعل 90% ممن غرر بهم يتراجعوا عن أفكارهم تلك. وأشادت جميع دول العالم بفائدة هذا البرنامج في التصدي للإرهاب، وأمس حذت دولة فرنسا حذو المملكة في اتخاذ إجراءات مشابهة تجاه مواطنيها ممن تغرر بهم الجماعات التكفيرية وترسل بهم إلى جحيم الموت.