أعلن رئيس النادي الأدبي في حائل نايف المهيلب، أن النسخة الثانية من ملتقى حاتم الطائي ستنطلق في الأول من رجب القادم. وقال المهيلب ل«الشرق» إن المهرجان سيتضمن ملتقى دولياً بعنوان «حائل في عيون الرحالة» يشارك فيه عديد من القامات التاريخية والتراثية من دول عربية وأجنبية؛ بغية تسليط الضوء على هذا الإرث الكبير في المنطقة. وبين المهيلب أن الملتقى سيضم عديداً من الفعاليات المصاحبة، منها إعداد معرض للرسوم واللوحات النادرة التي رسمها أولئك الرحالة.. بالإضافة إلى معرض كتاب مختص بالرحالة وأدب الرحلات، وسيكون برعاية أمير منطقة حائل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن، وقد وجهت الدعوة إلى عديد من المثقفين والإعلاميين وأهالي المنطقة. ولأن المهيلب يعد واحداً من أقل رؤساء الأندية الأدبية خروجا إلى المشهد الإعلامي فقد سألته «الشرق» عن الحد الذي يجب أن يقيمه المسؤول الثقافي بين العمل والإعلام؟ ليجيبنا قائلا: «العمل الثقافي لابد أن يرافقه النقد الإعلامي الحصيف المتزن بعيداً عن عين الرضا التي عن كل عيب كليلة.. وكذلك عين السخط التي تبدي المساوئ فحسب، ومن هنا أؤكد على دور الإعلام الذي يتعامل بعين الإنصاف المنضبطة بأخلاقيات المهنة، ولكن تبقى العلاقة بين الثقافة والإعلام جدلية، وقد اقترحت إلى مقام وزارة الثقافة والإعلام إنشاء أكاديمية إعلامية تحول الإعلامي الهاوي إلى محترف، ومن أجل ضبط العلاقة بين الثقافة والإعلام فقد تم تكليف متحدث إعلامي بالنادي يكون هو المخول بالتصريح». وبعد هذه السنوات الحافلة في إدارة النادي الأدبي بحائل، ما الذي يود نايف المهيلب أن يقوله عن هذه التجربة؟ ما هي أبرز الصعوبات التي يمكن أن تواجه المسيرين للعمل الثقافي؟ سألنا رئيس النادي الأدبي في حائل فأجاب:»لاشك أن بناء الإنسان ثقافياً يحتاج إلى وقت حتى تظهر آثار ذلك الفعل ولعل من أبرز التحديات التي تواجه المسؤولين عن الثقافة ترتيب أولويات الفعل الثقافي في كل منطقة وإيجاد مناخ صحي يستوعب كل الأطياف الثقافية دون إقصاء أو تهميش بالإضافة إلى شح الميزانيات المرصودة للملتقيات الثقافية والأدبية». وحول تراجع مستوى الإصدارات لدى الأندية الأدبية بعامة، وهل يعتقد رئيس النادي الأدبي في حائل أن ضعف التوزيع ساهم في إبعاد المؤلفين عن الأندية، يقول المهيلب: «إصدارات الأندية الأدبية هي صدى لحركة التأليف والإنتاج الثقافي وقد حاول النادي الانطلاق في الإصدارات من جانبين، الأول: إصدار عديد من الإنتاج الثقافي للشباب والفتيات مع التنازل عن بعض المعايير الصارمة للتحكيم وذلك بغية تشجيع ودعم الناشئين في هذا المجال، والجانب الآخر استقطاب الكفاءات والقامات، العلمية والثقافية بهدف توجيه هذا الإنتاج إلى النخب الثقافية، وأود التأكيد أن لجنة الإصدارات ترحب بأي إنتاج ثقافي وأدبي ونكون سعداء بتبني أي كتاب يتلاءم مع الشروط». ويواجه النادي انتقادات واسعة بشأن غياب المواضيع المهمة والأسماء البارزة عن الحضور في منبر النادي، لكن رئيس النادي يبدو مقتنعا بأداء النادي في هذا السياق، وهو يقول ل«الشرق»: «النادي استضاف شخصيات ثقافية وأدبية دون تهميش أو تصنيف بشرط الالتزام بالثابتين الديني والوطني وقد وضعت هذا الاستهلال في خطة النادي الاستراتيجية والمجال مفتوح وشارك في ذلك الزملاء السابقون أعضاء مجلس الإدارة والجمعية العمومية والشواهد على ذلك متعددة ومن أراد الاستزادة فليطلع على التقرير الإعلامي الذي سيصدر خلال الأيام المقبلة بعنوان «النادي في مسيرة عامين». وعن مجلة النادي «رؤى»، التي سجلت حضوراً كبيراً في المشهد المحلي في بداياتها وأوقف إصدارها تحت هذا المسمى لتعود للصدور مؤخراً تحت اسم جديد هو «توارن»، نسأل المهيلب عن إمكانية قيام مراجعة قريبة بشأنها، فيجيب: «مجلة توارن التي كانت تسمى سابقاً مجلة «رؤى» وهي من حيث المدلول لا تمثل رمزية المنطقة ولذلك رأينا تسميتها بمجلة «توارن» وتوارن هو مكان نشأة ومنازل كريم العرب حاتم الطائي، وقد تولى الإشراف على هذه المجلة نخبة من المثقفين والأكاديميين مع إتاحة الفرصة للشباب والفتيات المنتمين للمنطقة؛ لتشجيعهم ورفع مستوى الذائقة لديهم، وقد صدر ثلاثة أعداد ومع الملتقى سوف ندشن العدد الرابع ويحمل في طياته عديداً من المواضيع الأدبية والثقافية. وبعد أن نجح النادي في إنهاء ملف مبنى النادي، وهو واحد من أهم الملفات التي تواجه المؤسسات الثقافية بعامة، نسأل رئيس النادي الأدبي في حائل نايف المهيلب أخيراً، ما هي خططكم للأعوام القادمة؟ ما الذي يمكن أن تعد به شباب منطقة حائل عامة؟ لتأتي الإجابة: «مبنى النادي كان أحد الهواجس التي أُخذنا بها منذ اليوم الأول، حيث تم اختيار الموقع للنادي في الدائري المؤدي على مساحة عشرة آلاف متر مربع وإعداد مخطط متلائم مع احتياج المثقفين والأدباء، آخذين في الاعتبار أماكن ومكاتب مخصصة للمرأة والآن هو في مرحلة التشطيب ونتوقع خلال ستة أشهر يتم استلامه ويكون عرساً ثقافياً بالإضافة إلى استثمار الجهة الشمالية الشرقية للمبنى الذي سيطرح قريباً ليكون مصدراً للدخل في المستقبل، ومن مرافق النادي المسرح والمكتبة وصالات التدريب، وعلى صعيد الاهتمام بالشباب فقد تبنى النادي إيجاد مركز خاص للإبداعات الشبابية تحت مسمى «مركز الدكتور ناصر الرشيد للإبداعات الأدبية» تشرف عليه لجنة متخصصة تعنى باستقطاب الكفاءات الشابة والعمل على تدريبهم وتقديمهم للمشهد الثقافي كأدباء للمستقبل».