يا خط الكفاية: إنه «فقرررر»

قد تُفاجأ أن الفقير يدرك تماما أن مسمى «ذوي الدخل المحدود» لطيف جدا، مخفف، «فيه لف ودوران» يدوخ معه الفقير. عموما علينا أن نكون إيجابيين بقدر إيجابية الدراسة التي أنجزتها جمعية الملك خالد الخيرية بإشراف الدكتور سامي الدامغ، التي كشفت لنا أن خط الكفاية هو8926.1 ريال سعودي موزعا على عشرة احتياجات رئيسة للأسرة السعودية. في المقابل، هناك الضمان الاجتماعي الذي يمنح الأسرة السعودية المكونة من خمسة أشخاص مبلغ 1998 ريالا «ودي افهم وين راحو الريالين»، مما يعني أن وزارة الشؤون الاجتماعية التي لم تتعب نفسها في أي دراسة مسحية منذ سنوات، ولم تفكر حتى الآن بإعلان خط للفقر، عليها أن تتعامل بشكل مفاجئ مع 400 % زيادة في مخصصات الضمان. هل فوجئت الوزارة، وفتحت فمها من الرقم؟ لو مارست الوزارة أدوارا أخرى غير دور «الكاشير الاجتماعي»، وقامت بالدراسات والمسح الميداني لما زادت رقعة الفقر، ولأدرك صندوق الضمان أن عليه أن يجد بدائل آمنة لتوفير احتياجات البشر الذين يعيشون تحت وطأة هذا الخط، ولأدركت جهات أخرى أن عليها دعم المشاريع الشابة، وتشجيع مهن «العيب الاجتماعي». وأخيرا نقول لابد من تغيير جذري كامل لكل آليات الضمان الاجتماعي، الذي يتعامل مع كلٍّ وكأنهم نفس الحالة.