لم يشفع لحي أجا في منطقة حائل أن يكون اسمه مرتبطاً بقصة تراثية مشهورة، هي قصة «أجا وسلمى» المعروفة تاريخياً.. وذلك الجبل المسمى بهذا الاسم.. فقد ظل هذا الحي، ورغم مرور قرابة الثلاثين عاماً على إنشائه، مهملاً، بعيداً عن أغلب الخدمات الأساسية.. يعد حي أجا أحد أكبر أحياء مدينة حائل، الذي يقع شمال المدينة تحت سفوح سلسلة جبال أجا الشهيرة، وقد سمي هذا الحي باسمها وأصبح أحد أشهر أحياء حائل بسبب هذا الاسم إلا أنه في الوقت نفسه يعد من أشهر الأحياء في المنطقة من حيث سوء الخدمات ونقصها، فالحي يقطنه أكثر من 8000 نسمة ويفتقد لكثير من الخدمات التي تهم المواطن. «الشرق» جالت بالحي والتقت الأهالي ونقلت معاناتهم: في البداية، يقول عارف الشمري: إن تراكم النفايات ومخلفات البناء وسط هذا الحي منتشرة دون تدخل من أمانة حائل لإزالتها، فهناك منها التي بقيت فترات طويلة وبعد مطالبات عديدة تمت إزالتها. لكن لا يزال هناك كثير من النفايات المتراكمة وسط الحي، وأضاف: أن حي أجا يعتبر خارج الخدمة مؤقتاً، وهناك ضعف واضح في الخدمات البلدية، خاصة فيما يتعلق بالطرقات والنظافة. موضحاً أن الحي مضى عليه أكثر من ثلاثين عاماً منذ تأسيسه، فأصبحت منازله قديمة جداً، ومع ذلك فالخدمات لم تكتمل فيه حتى الآن. وتابع الشمري قائلاً: إن الأمانة رصفت حي أجا قبل ثلاث سنوات، لكنها تركت الجزر وسط طرقات الحي دون اهتمام فغزتها النباتات والشجيرات ومخلفات الطرق لتصبح مرتعاً للحشرات والزواحف. وقال حمد الشبرمي إن الحي يفتقد للحدائق وأماكن الترفيه للأطفال، رغم وجود مساحات خالية في الحي. مطالباً جهات الاختصاص بزراعة المساحات الفارغة بمسطحات خضراء بدلاً من تجمع النفايات فيها. وأضاف الشبرمي: حي أجا من أفضل الأحياء في منطقة حائل تخطيطاً وتوزيعاً للقطع السكنية، التي مُنحت للأهالي قبل ثلاثين عاماً. لكن تقاعس الجهات المسؤولة جعل هذا الحي بهذا الشكل المخيف. وأضاف: أن الحي يحتاج لمخفر للشرطة، فهو من أكثر الأحياء في المدينة سكاناً، الأمر الذي أسهم في كثرة السرقات والمشكلات في هذا الحي. مؤكداً أن افتتاح مخفر هو ضرورة اجتماعية ملحة. مؤملاً سرعة اتخاذ هذه الخطوة من قبل الجهات المعنية. وقال مناحي البور: إن المدخل الرئيس للحي يشكل خطراً كبيراً على سكان الحي، وذلك بعد ارتباطه بالطريق الدائري الشمالي، حيث إن طريق الخدمة للدائري الشمالي هو نقطة التقاء مع المدخل الرئيس للحي، ما قد تسبب حوادث مرورية لأن السكان عند خروجهم من الحي إلى الطريق الدائري الشمالي لا بد من أن يعبروا طريق الخدمة عرضاً ما قد يؤدي الى تصادم المركبات المقبلة من الطريق الدائري إلى طريق الخدمة. وقال: يشكل هذا العائق خطراً داهماً على المارة، لا سيما أن هذا الطريق يسلكه كل يوم طالبات جامعة حائل للبنات، التي تقع في شرق الحي، وهو ما يضاعف الخطر. وأوضح البور أن إنشاء طريق الخدمة بنقطة التقاء المدخل الرئيس لحي أجا متوقف منذ عامين. مؤكداً أن الصمت مازال يخيم على الجهات المسؤولة دون أن تسارع لمعالجة هذا الخطر الكبير على أهالي الحي وسالكي طريق الخدمة، مضيفاً أن الجهات المسؤولة لن تحرك ساكناً إلا بعد وقوع حوادث شنيعة في هذا الموقع. وأكد نواف الشمري أن وادي مشار وهو أحد أكبر الأودية في المنطقة يخترق الحي مروراً من الغرب إلى الشرق. وقد شرعت أمانة حائل في وضع مسار للوادي بميول للطريق، ما قد يسبب خطراً على ساكني الحي، بعد أن اجتاحت السيول الحي عن طريق الوادي ما أتلف خلاله عدداً من المنازل والسيارات القريبة من مسار الوادي. وهو ما يتخوفون من وقوعه كل عام. وقال: طالب الأهالي مراراً أمانة حائل بالتدخل لوضع عبارات وقنوات لتصريف السيول، درءاً للأخطار، ولكن حتى هذه اللحظة لم تستجب أمانة حائل للنداءات المتكررة. من جهته، أوضح مدير إدارة الإعلام في أمانة منطقة حائل سعد الثويني ل «الشرق»: أن وضع المدخل الرئيس في حي أجا وارتباطه بالدائري الشمالي في منطقة حائل ليس من اختصاص الأمانة، وإنما من اختصاص المواصلات بالتعاون مع إدارة المرور في منطقة حائل. مكتفياً بهذا الرد طالباً الرجوع للقسم المختص للحصول على الرد المناسب، إلا أننا لم نتلق منه أي رد حتى لحظة إعداد هذا التقرير للنشر. من جهتها، قامت «الشرق» بالتواصل مع مدير المواصلات والطرق في منطقة حائل المهندس إبراهيم السنتري إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة، فيما كان جواله مغلقاً في بعض الاتصالات.