نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية مؤخراً بعضاً من مذكرات الباحث الفرنسي تشيكوف مينوزا المتخصص في التحقيقات الصحفية الكبرى المتعلقة بوصف الأعراق البشرية، والذي زار نجران عدة مرات خلال فترة الثمانينيات . وقد أقام مينوزا في السعودية لفترة سبع سنوات، جال فيها بين المحافظات وجمع أكبر مجموعة من الصور حول مظاهر الحياة في المملكة العربية السعودية، وحظيت نجران باهتمام خاص منه حيث قابل الحضر والبدو، وقام بتأليف كتاب”نجران”، ويضم الكتاب مجموعة كبيرة من الصور المميزة للمنطقة، والتي أعطت رؤية ساحرة لأرض نادرا ما تقع عليها عيون الغربيين. هذا الكتاب الذي نشرت منه صحيفة “لوموند” الفرنسية بعض المقتطفات من الصعب أن ينسى، حيث إن غالبية العائلات النجرانية تقتنيه كجزء أساسي من حياتها باعتباره من أولى المطبوعات التي تحدثت عن نجران ونقلتها بالصورة المميزة والزيارات الرسمية للمنطقة، كما ساهم الكتاب في نقل صورة الريف ومعالم الفن والجمال وتقاليد الماضي. وتضمنت تدويناته”زيارتي العزيزة على نفسي للسعودية قادتني لمنطقة جذابة، هواؤها عليل، ومساؤها هادئ، طبيعتها خلابة ، وقلوب أهلها تفيض بالحب للإنسان، ذلك الإنسان النجراني قلبه محب للإنسان ولعمل الخير، أصدقائي كثر، تركتهم بذلك الزمن، أمنيتي أن أرى تلك المنطقة لأتمتع بهوائها، والمكوث فيها “. وذكر المصور قصته الشهيرة بالمنخلي عندما توقفت سيارته مع مرافقيه ليتجه لبدوي في ذلك الوقت ويمكث عنده لثلاث ساعات ويقول ” أخذت بمراقبة تحركاته كان يقف طويلا ، وينظر شمالا وبعد حوالي نصف ساعة ابتسم ، وقال ابشروا بالخير ، وقام بعمل وجبة غذاء متأخرة لنا، وبعدها التقطت معه بعض الصور أتمنى أن يكون بخير “. هذا بعض ما ذكره بالمذكرات التي نشرت، وتطرق تشيكوف لموقف المطر المتعب حيث ذكر ” كنت أمشي على قدمي بجانب أبي السعود فهطلت أمطار غزيرة ذلك الوقت لم أر مثلها طيلة تواجدي في السعودية فاتجهت فورا لصديق لي نمت عنده حتى الصباح ، و وجدته يعد القهوة ويقول كلاما طيبا ترحيبا بي وبأصدقائي ، وبعد الإفطار منحنا خنجرا جميلا ، أهديته لعائلتي ليكون منظرا جميلا بمنزلي”.