حاصر عشرات المتظاهرين المناوئين لترشح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة، محيط دار الثقافة في ولاية بجاية (250 كيلومتراً شرق الجزائر)، في محاولة لمنع عبدالمالك سلال مدير الحملة الانتخابية للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، ورئيس الوزراء السابق، من تنشيط تجمع شعبي تحسباً لانتخابات الرئاسة المقررة في 17 إبريل الحالي. وحاول المتظاهرون اقتحام دار الثقافة مرددين شعار «نظام قاتل» بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني الإخباري «كل شيء عن الجزائر»، الذي أكد على محاصرة المنظمين والصحفيين داخلها. وكان يفترض أن يبدأ التجمع الانتخابي صباح أمس، غير أنه يرجح أن يتم إلغاؤه بسبب احتقان الوضع. وفي السياق ذاته، أقدم مجهولون على حرق مقر لحزب جبهة التحرير الوطني الذي يحوز على الأغلبية في البرلمان الجزائري، ليل السبت في بلدة أزفون بولاية تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل (100 كم شرق الجزائر). وذكر الموقع الإخباري «كل شيء عن الجزائر» أن أفراداً من الدفاع المدني حاولوا السيطرة على الحريق، لكن النيران التهمت المقر. ورفع المسؤولون في الحزب دعوى قضائية ضد مجهول، فيما فتح أمن دائرة أزفون تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث. ويساند حزب جبهة التحرير الوطني ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة خلال انتخابات الرئاسة المقررة في 17 إبريل الحالي، فيما أبدت أحزاب وفعاليات مدنية عديدة معارضتها لهذا المسعى. من جهتها، أكدت قيادات في حركة «بركات» المعارضة بالجزائر، أن مظاهراتها ستستمر في الشارع الجزائري وفي مختلف الولايات حتى إذا ما تمكن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة من الفوز بعهدة رئاسية رابعة عبر الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في السابع عشر من إبريل الجاري. وقالت العضو المؤسس للحركة أميرة بوراوي في القاهرة «مظاهراتنا ستستمر قبل وبعد السابع عشر من إبريل.. فالأمر لا ينحصر في معارضتنا ورفضنا العهدة الرابعة… تلك العهدة الرابعة هي مجرد رمز لنظام فاسد لا يحترم الشعب، ونحن ضد استمراره». ورفضت بوراوي (وهي طبيبة وناشطة حقوقية) الاتهامات التي توجه لحركتها من حيث قلة عدد المؤيدين لها في الشارع الجزائري، موضحة «حركة بركات لها أعضاء كثيرون خارج العاصمة، ونظمنا وقفات في ولايات بجاية وعنابة والبيض، ولكن العاصمة الجزائر فيها مشكل خاص لأنه تُمنع فيها التجمعات». كما أن الوقفات الأولى للحركة في العاصمة شهدت اعتقالات كثيرة، وهو الأمر الذي لم يتكرر في الولايات الأخرى». يُشار إلى أن حركة «بركات» ليست تنظيماً معارضاً بالصورة المتعارف عليها، وتتشكل من مجموعة حقوقيين وإعلاميين وأطباء ومهن أخرى في المجتمع، وقد بدأت الحركة نشاطاتها قبل الإعلان الرسمي للرئيس بوتفليقة عن ترشحه لولاية رابعة في الانتخابات في الثالث من مارس الماضي بأيام قليلة، ويعتمد هؤلاء على التقنيات الحديثة وتحديداً وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لأفكارهم. كما رفضت بوراوي ما تُتهم به الحركة بالاكتفاء بمقاطعة الانتخابات وعدم طرح أي بديل لحل سياسي واقعي للأزمة السياسية التي قد تنشأ مع خلو مقعد الرئاسة حين تنتهي عهدة الرئيس بوتفليقة الراهنة وعدم انتخاب رئيس جديد، مشددة بالقول «البديل ليس موجوداً في هذا النظام، ونحن سنقاطع الانتخابات لأنها تمثل لنا مهزلة تاريخية».