سعى الإعلامي محمد الحمادي، في أول تجربة إخراجية له إلى تسليط الضوء على باعة الطرق، واختار عينات منهم، ممن اتخذ من الشارع مكاناً لعرض بضاعته، التي تنوعت بين بيع الخضار والفواكه أو الطيور والملابس. وحملت تجربة الحمادي عنوان «البسطة»، في إشارة تدل على بساطة المكان والبائع والمبيع، التي ظهرت في ثنايا المشاهد بصورة واضحة، وبخاصة الباعة الذين لم يجدوا غير لهجتهم المحلية في وصف وضعهم وآمالهم. وعرضت لجنة التصوير والأفلام في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، أول أمس، فيلم «البسطة» بحضور المخرج محمد الحمادي، فيما أدار الحلقة النقاشية بين المخرج والجمهور الكاتب المسرحي عباس الحايك. وفيما تناولت أغلب المداخلات حركة الكاميرا، والصوت وعدم وضوحه في بعض المشاهد، التي أسهمت «الترجمة للعربية والإنجليزية» في توضيح كلام المتحدث، إضافة إلى محدودية المنطقة التي صور فيها الفيلم (محافظة القيطف)، وقدم بعض المشاهدين من الحضور مقترحات من قبيل التعمق في طرح قضايا باعة البسطات، والتركيز على الجانب الإنساني أكثر، وأن ما قدمه الفيلم من معلومات ليست بالجديدة. وأوضح الحمادي أن الفيلم يعد تجربة أولى في الإخراج، مبيناً أن بيئة الفيلم انحصرت في محافظة القطيف، مرجعاً ذلك إلى ضعف الإمكانات المادية، وبخاصة أن إنتاج الفيلم شخصي وشارك فيه إلى جانب الحمادي ثلاثة آخرين. وبرر وضع ترجمة (عربية، وإنجليزية) للمتحدثين باللهجة القطيفية في الفيلم، أن الهدف الوصول إلى مشاهدين في عدة دول وعدم اقتصاره على المشاهد المحلي، مشيراً إلى عرض الفيلم في مهرجاني مسقط ونقش السينمائيين في سلطنة عمان والبحرين. وعلق الحمادي على وجود كاميرا واحدة للتصوير ومشكلة وضوح الصوت في كثير من المشاهد، مبيناً أن المشاهد صُورت إما بتثبيت الكاميرا أو بتحريكها، وذلك في محاكاة لحركة العين البشرية، وأوضح أن العمل يحتاج إلى إمكانات عالية إلا أنها غير متوافرة، ما دفعنا لهذه الطريقة من التصوير. واقتصرت مشاهد الفيلم على متحدثين من الرجال، فيما خلا من البائعات، وبيَّن أن ذلك سببه صعوبة موافقة النساء على الحديث أمام الكاميرا، مشيراً إلى أن المعاناة في التواصل مع المرأة مستمرة حتى ضمن البرامج التي تصور داخل الاستديو فضلاً عن المشاهد الخارجية، وذكر أنه يواجه صعوبة في الحصول على سيدة مخرجة أفلام للمشاركة في برنامجه «سيما شبابية». وقلص الحمادي مدة الفيلم إلى 17 دقيقة، مبيناً أنه أخضع الفيلم إلى المونتاج ثلاث مرات للوصول إلى هذه المدة، فيما كانت الموسيقى في الفيلم للفنان حسين المياد.