أعادت قرية أزميل التراثية المشاركة في مهرجان ربيع الجبيل الثاني، الزوار إلى عصر السدو والخوص والحياكة والتفصيل ونقش الحناء ونجارة الخشب، ووقف كبار السن أمامها متأملين حاضراً مجيداً ومستذكرين ماضياً قديماً دمعت أعينهم وهم يرون ماضيهم التليد أمام أعينهم. وتزينت القرية بعديد من الأركان الشعبية التي حاكت التراث الشعبي الأصيل مثل بيت الشعر، والمقهى الشعبي، وركن الحرف اليدوية، والمتحف التاريخي. وشهد المتحف التاريخي الذي يحاكي التراث إقبالاً كبيراً من زوار القرية التراثية، حيث يضم عدداً من النوادر في تاريخ المملكة ومنها أسلحة وأدوات كهربائية منزلية وأدوات للمطبخ والملبوسات الرجالية والنسائية والعملات النقدية القديمة والحديثة والمقتنيات ومجسمات لسفن كانت تستخدم للغوص وصيد الأسماك. وتشير أم سامي من مملكة البحرين إلى أنها تشارك في المهرجان بحرفة صناعة الخوص من أوراق جريد النخيل، مبينة أنها تزاول هذه الحرفة منذ 35 سنة واكتسبتها من والدتها وهي حرفة يدوية بسيطة، وتعتمد على منتجات موجودة في الطبيعة من حولهم. أما أم محمد فتشارك هي أيضاً بحرفة نسج الصوف المعروفة بصناعة «السدو»، وهي من الحرف التقليدية القديمة التي كانت منتشرة في البادية ولا تزال، وذلك لارتباطها بوفرة المادة الأولية المتمثلة في صوف الأغنام ووبر الإبل وشعر الماعز والقطن، وكانت صناعة السدو ولا تزال تعتمد على جهد المرأة في المقام الأول، ولم تندثر هذه الحرفة خلافاً لحرف تقليدية أخرى كثيرة لم تعد موجودة بفعل تبدل احتياجات الناس في حقبة ما بعد النفط ، ولا يكاد يخلو بيت من قطعة من السّجاد أو « السدو» المصنوعة يدويّا، إما بالشراء من السوق أو من صنع أهل البيت. وذكرت أم عبدالله أن الحنّاء من التراث الذي لم يندثر ومازالت العروس قبل ليلة الزفاف تحتفل بليلة الحنّاء حتى أصبح فناً ومهنة تدرس، وتقبل عليها الفتيات، وتدر عليهن أرباحاً جيدة، خصوصاً في مناسبات الأفراح والأعياد. وأوضحت أن للحنّاء أشكالاً كثيرة، ونقشها سيظل فناً وموروثاً شعبياً تتناقله الأجيال وتعمل على تطوير إمكاناته وتجديده. وتشارك زكية من مملكة البحرين بحرفة خياطة النغدة وهو التطريز على الملابس قديماً وطورتها ومن ثم أصبحت على العبايات والملاحف والكوش والستائر وحتى في إكسسوارات المنزل وكانت باللون الفضي والذهبي ومن ثم أصبحت بجميع الألوان.