حضرت حرفة السدو بمهرجان سوق عكاظ هذا العام ضمن مشاركات حرف يدوية عديدة تعلقت في ذاكرة الزمن الماضي واشتهر بها أهل البادية ، وتعتمد هذه الحرفة على مواد وأدوات منها وبر الإبل وصوف الماعز والأغنام ، إضافة إلى الأدوات التي يستخدمها الحرفي بالسدو وهي المغّزل والمخيط والأوتاد الخشبية. وكان الرجال والنساء يمارسون هذه الحرفة على حد سواء إلا أن النساء أكثر اتقاناً وبراعة في هذه الحرفة من الرجال ، ويستطيع الحرفي صناعة بيوت الشعر وما تحتاجه من فلجان وذراء وسياج وكذلك صناعة المزاود والخروج والمفارش والمساند ، ويدخل في هذه الحرفة حياكة الملابس ورفي البشوت التي تعد أكثر ملابس الرجال شهرة وأهمية ، كونها تمثل أرقى أنواع الأزياء التي تصنع من خيوط فاخرة وبطرق متقنة جداً. وتحوي جادة سوق عكاظ محال مصنوعة من بيوت الشعر مخصصة للحرفيين كالخرازين ، وصنّاع المسابح ، والتطريز والحياكة ، والنقش على الخشب ، وصناعة الحصير ، وصناعة الفخار ، وصنّاع أواني القهوة " الدلال والنحاسين " ، إضافة إلى بائعي عصا الخيزران ، وبائعي الروائح العطرية كالبعيثران ، والشيح ، والخزام ، والكادي ، وملبسي السيوف والخناجر ، وتعد هذه الحرف اليدوية عامل جذب كبير لمرتادي جادة سوق عكاظ . وبيّنت أم مشعل إحدى ممارسات حرفة السدو المشاركة على جادة سوق عكاظ لوكالة الأنباء السعودية أن هذه الحرفة حاضرة في المهرجانات التراثية في كل مناطق المملكة، حيث شاركت في مهرجان الجنادرية ومهرجان الزيتون بمنطقة الجوف، وتشارك للعام الثاني في سوق عكاظ الذي يعد من المهرجانات التي تجتذب الزوار من كل الفئات والشرائح، لافتة النظر إلى أن الإقبال على شراء المنسوجات اليدوية في السوق جيد، حيث يتركز في أنواع معينة كالقطع الصغيرة والمصنوعة من الغزل الصناعي، ويتراوح أسعارها ما بين 50 إلى 70 ريال، فيما يقبل أهالي المنطقة الشمالية على شراء القطع الكبيرة والمصنوعة من أصواف الأغنام ووبر الإبل ويقدر سعرها بحسب طول القطعة وما تحتويه من نقوش تطريزية . وأفادت أم مشعل أن العمل في هذه الحرفة يحتاج إلى وقت وجهد في إعداد الغزل والسدو الذي يتم بمساعدة بناتها وزوجات أبنائها، مبينة أن شعر الماعز والضأن أجود أنواع الغزل حيث يحدد سعرها المادة الخام المستخدمة في نسج السدو , ولديها قطعة منسوجة من شعر الأغنام بطول 16 متراً وبعرض 2 متر قيمتها الشرائية قدرت ب 35 ألف ريال، بينما الأقل طولاً وعرضاً يتراوح سعرها ما بين 4 ألاف ريال إلى 15 ألف ريال . وكان لزاماً المحافظة على هذه الحرفة التقليدية التي مع بساطتها تنم عن ذكاء فطري أصيل وتظهر جمالاً وخصوصية، فحرفة النسيج وحياكة الصوف والوبر الذي تنتجه الأغنام والإبل تعد حرفة وصناعة أصيلة بكل ما للأصالة من معنى ، فالمادة الأولية هي الصوف والوبر والأصباغ المستعملة تأتي من أعشاب الصحراء ، وأدوات التصنيع تنتجها نفس الأيدي الصانعة للنسيج ، والأشكال والزخارف التي تزين هذه الصناعة تأتي وتتوافق من خلال تكوينها الفني بواقع البيئة الجغرافية التي تعيشها هذه العاملة في حرفة السدو. // انتهى // 21:46 ت م تغريد