يلقى معرض الحرفيات إقبالاً لافتاً من الزوار في جادة «سوق عكاظ»، إذ يمثل مناسبة للإطلالة على حرف مندثرة يعاد إحياؤها في السوق، إلى جانب أن المشغولات التي تصنعها الحرفيات أصبحت جزءاً أساسياً في حياة الزائر والزائرة. وأوضحت أم صياد، المتخصصة في صناعة السدو منذ أكثر من 35 عاماً، أن مثل هذه الأعمال تحتاج مزيداً من الوقت، وإنتاج أشكال مختلفة تكون على حسب الطالب، ويقبل على شراء منتجاتها من محبي ومقتني التراث وأصحاب بيوت الشعر». وبينت الحرفية أم فهد «الطائف» أن حرفة «السدو» تعتمد على مواد وأدوات منها وبر الإبل وصوف الماعز والأغنام، إضافة إلى المغزل والمخيط والأوتاد الخشبية، «وعلى رغم أن هذه الحرفة كان يمارسها الرجال والنساء على حد سواء، إلا أن النساء أشد إتقاناً وبراعة في هذه الحرفة من الرجال، ويستطيع الحرفي صناعة بيوت الشعر». فيما لفتت أم نايف، المتخصصة في المشغولات القديمة، أن من أنواع السدو، الشعرية والساحة والخرج والبطان والرواق والطرابيش والمساندة والساحة، «وهي قطعة جميلة تشبه البساط توضع على ظهر الجمل أو تزين الخيمة وفي الشتاء تستخدم كغطاء و(الخرج)، إذ تضع النساء فيه ملابسهن وأغراضهن ويمكن وضعه أيضاً على ظهر الجمل يحاك له البطان بألوان جميلة». وأوصت بضرورة الحفاظ على هذا الموروث التراثي، الذي كان يعبر عن واقع بيئتنا السعودية وحياة سكانها في الماضي»، نافية تأثير الصناعات الحديثة وتطورها في استمرار هذه الحرفة القديمة حتى يومنا هذا». فيما شرحت عتيقة مرزوق الأعمال المختلفة للصوف، مبينة أن صناعته بدأت منذ فجر التاريخ، ومن خلال وسائل وتقنيات بدائية تعتمد كثيراً على الصناعات النسيجية، وعرفت أول الأمر في الهند والصين وشبه الجزيرة ومصر والشام وانتشرت منها إلى البلدان الأخرى».