المتتبع لأعمال أمانة مدينة جدة مؤخراً يلاحظ التطور الجيد في الأداء، وإن كنا لنأمل ذلك منذ مدة، ولكن كما يقول المثل الأجنبي «Late Better Then Never» وتعني التأخر في إنجاز الشيء أفضل من أن لا يكون هناك إنجاز على الإطلاق. لقد بدأنا نلمس في الأشهر القليلة الماضية بعض الإنجازات الجيدة ومنها على سبيل المثال افتتاح الكباري والجسور، تعقب الأمانة للمطاعم والمحلات التي تقدم أطعمة غير صحية ومحاولة المحافظة على نظافة جدة وإطلاق حملات المسؤولية الاجتماعية… إلخ. ونتمنى من الأمانة أن توجه انتباهها لبعض الأمور الأخرى نستعرضها كالتالي مع بعض الحلول المقترحة: أولاً: مشروع الكورنيش الجديد ورغم رونقه وجماله وما وجد فيه أهل جدة وغيرهم من متنفس جميل إلا أنه يحتاج إلى التالي: - منع السيارات من الوقوف على الأرصفة مما يسبب تلف الممتلكات العامة ونرى ضرورة تفعيل مخالفة الأضرار بالأملاك العامة وتفعيل دور المرور في معاقبة كل من يخالف ذلك. - القضاء على الحشرات والقوارض في تلك المنطقة، فما أن تحاول الاستمتاع قليلاً بالجلوس حتى تفاجأ بزوار منها يشاطرونك الاستمتاع. - التوعية بالمحافظة على النظافة في تلك الأماكن، وربما يحتاج أمر النظافة إلى صرامة أكثر سواء في موقع الكورنيش أو في أماكن أخرى، فربما نقترح غرامة مالية على الذين يتم رصدهم من قبل المرور أو موظفي الأمانة، بعد التوعية، ووضع اللوحات التوعوية والإرشادية، مع تجهيز المواقع بأعداد مناسبة من حاويات القمامة. ثانياً: شارع الأندلس وبالأخص المنطقة تقاطع شارع فلسطين معه حيث تم إغلاق تلك المنطقة بحيث ينتهي شارع فلسطين عند شارع الأندلس. ولقد كان كثير من العاملين يستخدمون وقت الإشارة لعبور الشارع حيث كثير منهم يعمل في منطقة الحمراء غرب الشارع ولكنه يسكن في المناطق الأخرى شرق الشارع. إن عبورهم بشكل جماعات لشارع الأندلس فيه خطر كبير على سلامتهم وسلامة قائدي السيارات والذين لا يتوقعون عبور أي شخص في مثل هذه المنطقة. ثالثاً: هناك كثير مما يستطيع موظفو الأمانة فعله بالإضافة لأعمالهم التي يشكرون عليها، حيث يستطيع كل منهم أن يكون عين الأمانة على مدينة جدة، فيمكن لكل منهم رصد الحفر والمطبات والأمور السلبية في جدة والقيام بالتبليغ عنها ومن ثم تقوم الأمانة كنوع من التحفيز بمنح الموظف المنجز الذي قام بالتبليغ عن عدد معين من السلبيات بشهادة وشكر وتقدير وتوضع في ملفه وتساعد في الحصول على الترقية بشكل أسرع كما يمكن اختيار موظف الأسبوع أو الشهر بناء على ذلك ويكرّم من قبل معالي الأمين. رابعاً: تخصيص جائزة للمطاعم المتميزة التي تحافظ على نظافة الداخل والخارج وخاصة واجهة المطعم. إن هناك بعض المطاعم التي اشتهرت بهذه النظافة ومكافأتها سوف تشجع كثيرين بمشيئة الله على اتباع خطواتها. مما لا شك فيه أن العقاب سيجعل كثيرين يحرصون على المحافظة على النظافة ولكن العقاب يجعل أصحاب المطاعم يركزون على الحد الأدنى من النظافة التي تجعلهم يتخطون رقابة البلدية ولكن المكافأة والتحفيز تجعل بينهم نوعاً من التنافس. ورغم أن التوعية في هذا المجال -نوعاً ما- مفقودة بشكلها الصحيح. فهناك ضرورة لتوعية أصحاب المطاعم بأهمية النظافة وأنها عامل هام لزيادة الثقة لدى العميل مما يؤدي فعلياً إلى زيادة الأرباح وليس انخفاضها. خامساً: نتمنى من الأمانة الإعلان بشكل مكثف عن موقع «جدة» الذي يمكن استخدامه في أي من وسائل التكنولوجيا الذكية للمساهمة في جعل جدة مدينة أفضل وأن تكون الأمانة دقيقة وجدية في متابعة البلاغات على هذا البرنامج واتخاذ اللازم للتصحيح. هذا ما أردت اقتراحه والله الموفق.