يكشف أمين جدة المهندس عادل فقيه في الجزء الثاني من منتدى «عكاظ» ، عن عزم الأمانة بالتعاون مع الجهات المعنية تطبيق غرامات إلقاء النفايات في الشوارع ابتداء من العام المقبل، مشيرا إلى أن هناك برامج توعوية سيتم إطلاقها بالتزامن مع فترة تنفيذ قرار فرض الغرامات على المخالفين، وبين عادل فقيه أن الأمانة فضلت تنفيذ مشاريع البنى التحتية على مشاريع تحسين الطرقات والمشاريع التجميلية في ظل عدم اكتمال مشاريع الصرف الصحي. موضحا أن ما مقداره ألفا كيلو متر طولي في شوارع جدة سيتم فتحها مجددا لتنفيذ مشاريع الصرف، وأفاد أن الأمانة اهتمت في خطتها الاستراتيجية بمعالجة مسألة الفساد الإداري، عبر وضع آليات بالتعاون مع شرائح المجتمع المختلفة. وخلص إلى أن الأمانة اعتمدت بشكل كبير على خطط الهيئة الملكية للجبيل وينبع في تطوير مدينة جدة حيث تم استقطاب بعض الكفاءات للاستفادة منها في عمل الأمانة. نجيب يماني: ننتظر انتهاء هذه المشاريع ولكن أليست هناك خطة عاجلة لتصحيح تكسر الشوارع والأرصفة في فترة الانتظار وتحسين عملية النظافة؟ أمين جدة: فيما يخص تجسير واقتصار فترة انتظار تنفيذ المشاريع ومعالجة المشاكل الكبرى كالنظافة وترقيع الشوارع فهناك محوران للتعامل مع هذا الموضوع، المحور الأول إتقان العمل وتحسين الأداء من قبل الأمانة في ما يتعلق بالنظافة ومتابعة المقاولين، وفي هذا الشأن نحن نحتاج إلى مساندة المجتمع ومشاركته وسنبدأ حملات توعوية بأهمية النظافة، حيث إن معظم دول العالم لاتجد هناك من يقوم بعمليات النظافة في الشوارع؛ لأن السكان يرمون مخلفاتهم في الأماكن المخصصة لها خلاف ما لدينا هنا. والمفترض أن الأمانة تعاقب وتغرم من يرمي المخلفات في الشوارع، ولكن لابد أن نتكاتف مع الشرطة في هذا الأمر، إلا أن لدينا الآن اجتماعات تفصيلية مع الشرطة والجهات الأخرى لتفعيل مسألة أداء الغرامات. نواجه تحديات أكبر فلابد أن ننسق مع الجهات الأخرى، في ظل الأسلوب المركزي في الإدارة لدينا، وسيبدأ العام المقبل تطبيق برامج التوعية والغرامات، لكن لابد أن يكون هناك دور للمواطنين في مكافحة الفساد الذي من المتوقع حدوثه في الأمانة وكذلك مراقبة تقصير المقاولين والتبليغ عن التجاوزات التي قد تحدث في عمليات النظافة ويجب ممارسة الضغوط بشكل مستمر من قبل المواطنين. وحول تصحيح الأرصفة والشوارع، أغلقنا 60 ألف حفرة وبقي 50 ألف حفرة مازالت مفتوحة وستكون هناك حفر مستقبلية، ولكن إذا كانت المدينة لايوجد فيها صرف صحي وفيها بثور وتستمر هذه البثور هل من الأجدى أن نصرف ميزانياتنا المحدودة على بناء الجسور والطرق وهي ستبقى للمدينة أو نصرف الميزانيات للشوارع لتصليحها، لاسيما إذا علمنا أن شوارع جدة ستفتح من جديد خلال السنتين المقبلتين بطول ألفي كيلو متر طولي، وفي تقديري ننفق الميزانيات الموجودة على الجسور والأنفاق، ونعمل على معالجة الحفر الكبيرة والضرورية وإصلاح المشاكل الحادة، لكن التحسين العام لجماليات الشوارع أنا أتصور أنه من الأفضل أن نأخر ذلك حتى يتم اكتمال مشاريع الصرف الصحي. د. علي التواتي: بدأتم في تطوير المناطق العشوائية بشكل حرف من خزام الى البلد وانتقلتم إلى الرويس، وتركتم مناطق أكثر فما مبرراتكم؟ ولماذا لا تستصدروا أوامر بأن تكون لكم مصادر تمويل محلية أمين جدة: بالنسبة للعشوائيات وأولوياتها ولدينا خمسون منطقة عشوائية ولدينا لائحة تم تطويرها لوضع الضوابط والأطر المنظمة لها، وصنفت العشوائيات الى أربعة أصناف، هناك عشوائيات جاذبة، بحيث أذا تم طرحها للمطور يكون لها عائد مادي جيد بعد التطوير، وبدأنا في هذا النوع من العشوائيات، لأن العشوائيات غير الجاذبة للتطوير، على سبيل المثال في غليل ليس هناك جدوى في الأسعار العقارية قبل وبعد التطوير، إلا أننا وضعنا لها حلا آخر في الخطة. وهذه برمجة لها جانب برغماتي وله علاقة في ما يمكن تنفيذه أكثر من ما يجب تنفيذه، ولكن هناك جزء أخر فإذا تحسنت مصادر التمويل في المدينة بحيث نستطيع أن نتحرك بما هو أولى وأكثر مما هو ممكن. أما الرسوم فهذا موضوع آخر، ولكن حاولنا عمل ابتكار في موضوع الأدارة المحلية وهو تكوين شركة جدة ولأول مرة يكون هناك إمكانية الحصول على موارد من استغلال أراضي الأمانة بشكل كبير واستطعنا الحصول على نصف مليار ريال من حقوق التطوير بآلية مقبولة دون أن نأخذ رسوما من المواطنين، ومسألة الرسوم على الأراضي البيضاء موجودة في الغرب ولكنها ليست موجودة لدينا، وحاولنا أن نطور أدوات تتوافق مع سياقنا ومع ماهو مقبول لدينا. المهندسة سندس آشي: أنا من سكان الجبيل الصناعية والهيئة الملكية هي المسؤولة عن كل شيء فيها، فعلى سبيل المثال إذا حصل تكسير في الشوارع لا يستمر أكثر من يومين فقط، فيما هنا تستمر التشققات لعدة أشهر فلماذا لا يطبق نظام الهيئة الملكية في الأحياء الجديدة في جدة أمين جدة: ذكرت أن الصرف الصحي هو السبب، وفي الأحياء الجديدة اعتمدنا العمل فيها بشكل مختلف ومنظم خلاف الأحياء الأخرى، ونستفيد من تجربة الهيئة الملكية واستطعنا اجتذاب عدد كبير من المسؤولين هناك إلى الأمانة، وكذلك استعنا بالأدلة الإجرائية لديهم، وحاولنا نقل ما يمكن نقله من تجارب وخبرات إلى مدينة جدة. عبد الله العبد الباقي: بدأتم بارتباط البلديات بقضايا الفساد الإداري والمالي حيث يتم التعامل مع المواطنين بطرق ومعايير مختلفة، فماهي الوسائل التي تطرحها الأمانة لمحاربة الفساد، وأعتقد أنه بدون محاربته لايمكن تحقيق حلم مدينة جدة. أمين جدة: هذا من أهم محاور الشق الخاص باستراتيجية الإدارة، من قراءتي لأدبيات تجارب العالم في مكافحة الفساد هناك ثلاثة محاور أساسية إذا نجحنا في تفعيلها سنقلص من الفساد بشكل كبير، المحور الأول الشفافية بحيث يكون لكل مواطن أو مستثمر الحق في الحصول على تفصيل كامل عن حقوقه ودليل إجراءات واضح لما هو مطلوب منه ليعرف ما له وما عليه، وكلما تم التوضيح وتزويد المواطنين بالأدلة التفصيلية عن الإجراءات انخفض مستوى الفساد، ونبذل جهودا كبيرة لتوثيق الأدلة والإجراءات، وفي السابق وعلى سبيل المثال لم يكن لدينا مخطط محلي ووثيقة للبناء والآن أصبحت موجودة في المكاتب الهندسية وفي موقع الأمانة على الإنترنت وهي دليل يستطيع كل مواطن أن يحاكم فيه المسؤولين إذا لم يمنحوه حقوقه. الخطوة التالية بعد توثيق الإجراءات و المعلومات وإعطاء المواطنين حقوقهم بوضوح نعمل على نظام «أبتته» بالحاسب الآلي لمعرفة سير المعاملة، وإذا أصبحنا نعرف التزمين، تصبح لدينا وثيقة أخرى نستطيع محاكمة الموظف بها، وهذا الموضوع لن يتم حله في يوم أو يومين بل يحتاج إلى فترة، وكل هذه تعد محاور ضغط على الموظف الفاسد، كما يمكن الضغط عليه بالصحافة أو القنوات القانونية الأخرى. العامل الثالث هو تدوير الأفراد بحيث لا يستمر فترة طويلة سنة أو سنتين وينقل إلى موقع آخر ومن ثم تكتشف الألاعيب إذا كانت هناك ألاعيب موجودة. الأمر المهم والضروري الذي نحتاجه لمعالجة الفساد المشاركة المجتمعية ونتمنى أن يكون هناك متعاونون مع الأمانة ومن الجهات الأخرى وطلبة الجامعات مهتمون، وسيدات وربات البيوت، ونطمح أن يكون لدينا ألف مهتم في الأمانة تحت مسمى «المراقبة المجتمعية»، ويشاركون في مراقبة المعاملات وإجراءاتها ومعرفة كيفية ترسية المشاريع وآلية تنفيذها. عبده خال: المهندس زكي الفارسي، كشف حالة مدينة جدة أمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، مطالباً بخطة وطنية عاجلة لإنقاذها، فما الفرق بين تلك الصورة وصورة جدة التي تعرضونها عبر خطتكم الاستراتيجية؟ وإلى أي مدى تفاعل أمين جدة عندما كشف المهندس زكي الفارسي أن وزارة المالية لا تقدم ميزانية جيدة لمدينة جدة؟ أمين جدة: فيما يخص عرض المهندس زكي فارسي، شاركنا في تزويده بالمعلومات والجداول والصور وكلها من وثائق الأمانة، والعمل الذي تم عرضه هو تنسيق بين أمانة جدة وأهل جدة في محاولة للحصول على دعم لجدة وهو ليس مفاجأة، وجزء كبير من العرض تم عرضه على خادم الحرمين الشريفين والمسؤولين في الدولة، وسنظل ننسق مع الجميع للحصول على دعم إضافي لهذه المدينة، وهذا لا يعني أنه ليس لدينا أية تحركات إيجابية ولكننا نريد دعما ماديا إضافيا لننجز أعمالنا في أسرع وقت ممكن. ولا نتحدث أمام المسؤولين عن إمكانياتنا الذاتية كشركة جدة فالجانب المشرق نركز عليه ونحاول تنفيذه بالإمكانيات الموجودة لدينا، ولكن أمام المسؤولين نحاول التركيز على ما نستطيع أن نطلبه منهم لتدعيم الحلم وإنهائه في فترة بسيطة. الجانبان للقصة صحيحان ولدينا حلم إن شاء الله سنحققه بإمكانياتنا، ولكن الأسرع والأسلم هو الحصول على دعم مباشر من الدولة. وعلى سبيل المثال الأراضي القريبة من منطقة الصرف الصحي تم استخراج صكوكها وكذلك الأراضي الموجودة في المطار القديم سيتم الحصول على موافقة من المقام السامي لاستخراج صكوك لمساحة تزيد عن 2 مليون متر مربع لصالح الأمانة، وهذه كلها أخبار جيدة وقيمتها بمليارات الريالات، ويمكن استثمارها ولكن قد تحتاج إلى وقت لذلك نحتاج إلى خطة دعم وطنية لتقليص الفترة. خالد السليمان: الشكاوى التي نسمعها من المواطنين هي نفسها التي كنا نسمعها قبل عشر سنوات، فما أولوياتكم في خطة سوء الإدارة لانتشال المواطن البسيط من معاناته اليومية في حياته؟ أمين جدة: المواطنون يريدون حلولا عاجلة بعيدا عن الدراسات وأنا أتعاطف معهم في ذلك، وآخر إدارة أنشأتها الأمانة هي إدارة التسويق والإعلام، نظرا لأهميتها في الشرح للمواطن عن أعمال الأمانة، رغم أنني أعترف أن هذا غير مهم للمواطن فهو لا تعنيه الدراسات والخطط، لكنها الشيء الوحيد الذي نستطيع من خلالها مشاركة المواطنين والتشاور معهم لإيجاد الحلول العاجلة. ويظل التحدي الكبير في كيفية مراقبة المشاريع والتأكد من جودة التنفيذ، وكيف نتأكد من أنه لن يكون لدينا فساد أوخطأ. الدكتور رشيد البيضاني: معاناة المواطن مع الموظف كبيرة.. هل شملت خطة الأمانة تطوير الموظف أم أنه مكتوب على المواطن أن يظل على معاناته، علما بأن الكثير من المواطنين يكتبون لنا عن تلك المعاناة؟ أمين جدة: فيما يتعلق بموضوع الموظفين، لدينا دراسة حول احتياجات الأمانة من الوظائف وتم رفعها للمقام السامي، الذي شكل لجنة درست الوظائف وقارنتها مع أمانات العاصمة المقدسة والرياض والدمام، واخذ في الاعتبار عدد السكان في كل مدينة ومساحتها وتبين للجنة أن أمانة جدة تحتاج إلى 448 موظفا، ونحن بانتظار الاعتماد لهذه الاحتياجات الماسة. وهناك نوعان من الموظفين الأول لديه مشكلات أخلاقية وفساد والنوع الثاني لديه مشكلات في الكفاءة والجودة، ونحاول معالجة ذلك عبر إخضاعهم إلى برامج تدريبة وتطويرية، على الحاسب الآلي، كما توجد عشرات الدورات التدريبية التي تقدم بشكل مستمر. الدكتور غازي جمجوم: جدة تحتاج إلى استراتيجية حقيقية لإنعاشها، هل لديكم أي توجه أو خطة في هذا المجال وما هي في رأيكم؟ وحبذا لو تبدأ خطتكم في إيقاف ضخ الصرف الصحي في الكورنيش؟ أمين جدة: هذا الموضوع مهم جدا وموضوع الكورنيش له ثلاثة جوانب، المصبات غير النظامية التي تتم خلسة في الليل، وتعود لبعض المقاولين والمواطنين الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الخاصة ولو على حساب المدينة، وهنا دعني أعترف بوجود نقص في الإمكانيات لمعالجة هذه الظاهرة ومراقبة مئات المصبات، رغم أنها أولوية ويجب أن تحل في أسرع وقت، والأمانة مركزة على هذا الأمر وستجدون تحسنا واضحا في ذلك خلال أيام. والجانب الثاني يوجد مصب كبير قريب من ميدان النورس، وأنشأته الأمانة منذ وقت طويل لتخفيف منسوب المياه الجوفية، وهي مياه صرف صحي تحولت إلى مياه جوفية، هذا أحيانا يصل ضخها إلى 200 ألف متر مكعب وإذا أغلق ستغرق نصف أحياء المنطقة الغربية من جدة.