بعد غياب منظر الواجهة البحرية للكورنيش عن الجداويين قرابة عامين، انسدال الستار عن الوجه الجديد للكورنيش الشمالي في مشروعه للمرحلة الأولى الممتد ل 3.3 كيلو متر من شمال قيادة حرس الحدود جنوباً وحتى دوار النورس شمالاً، قبل أيام عدة في ظل تغيب أمين جدة المهندس هاني أبوراس. وتوافد الأهالي و المرتادون لرؤية الواجهة البحرية في حلتها الجديدة، والاستمتاع برؤية أمواجه منذ اليوم الأول من افتتاحه، إلا أن آراءهم ظلت متباينة ومختلفة، فمنهم من نظر للمشروع بعين الرضا متجاهلاً الملاحظات، والبعض الآخر ترصد بناظريه للأخطاء وتسجيل الملاحظات على رغم قناعتهم بأن العمليات التجميلية التي طرأت، أحدثت تغييراً على الواجهة البحرية بصورة جميلة. ولكن السؤال الذي ظل يتردد على الألسنة «هل ستحافظ الواجهة البحرية على حلتها؟»، والتي بلغت كلفتها 180 مليون ريال في مرحلتها الأولى، مطالبين التصدي بقوة تجاه العابثين، من خلال الحملات التوعوية والإرشادية، وتبليغ الجهات الأمنية المختصة في حالة حدوث أي عبث. وبين محمد طارق الطالب في كلية الطب بجامعة أم القرى ل «الحياة» والذي قدم من مكة لمشاهدة الكورنيش الجديد أن أبرز ما يميز الكورنيش الجديد هو وجود المطاعم على مقربة من المتنزهين، ما تتيح فرصة الاستمتاع بأجواء الكورنيش، إضافة إلى بقية الخدمات المقدمة فيه، مطالباً من أهل جدة أن ينضبطوا ويحافظوا على هذا المشروع كونه واجهة سياحية تستقطب السياح إليه من كل مكان، ودعم المنطقة باللوحات الإرشادية والتوعوية للمحافظة على الكورنيش و نظافته. أما عبدالرحمن النفيعي والذي حضر إلى الكورنيش للتنزه مع عائلته وأبنائه الخمسة، استاء من قلة مواقف السيارات وزحمة الناس على الكورنيش، داعياً إلى حلها حتى تتيح الراحة للمتنزهين، إضافة إلى توفير أماكن مخصصة للشبان. وشكر أحمد المولد الطالب في كلية الاتصالات الأمانة على توفير خدمة الإنترنت، إلا أنه تمنى لو خصصت أماكن لبعض الألعاب والهوايات، كونه من محبي رياضة «لاسكيت بورد»، إذ لا توجد مساحة مخصصة لممارسة الهوايات، على عكس بعض الدول التي توفر أماكن للألعاب والهوايات والمسابقات على الشواطئ، منوهاً بأنه سيواجه المنع إذا حاول أن يمارس هوايته بسبب ازدحام العائلات. وطالب أيمن طاهر والذي يدرس تخصص الحاسبات في ماليزيا بوجود مظلات عدة على الكورنيش كاملاً ومنطقة كورنيش الحمراء، تفادياً لحرارة الشمس في فصل الصيف، متمنياً أن يكون هناك تنظيم للخدمات كالمتوافرة في البلدان الأخرى. وشكا طاهر من وجود المطبات على امتداد الشارع وزحمة المواقف، وقال «جميعنا نعمل على تكثيف التوعية في المجتمع، ونحن الشبان لدينا وعي للحفاظ على هذا المشروع والمبالغ التي دفعت من قبل الدولة لتطوير الكورنيش». أما المعلم يوسف الفرحان فيرى أن المشاريع الكبرى لابد أن يكون بها نقص، معتبراً التطوير خطوة مهمة لتكميل جمالية المشروع ونيل الرضا والقبول لدى الناس. ورصد الفرحان عدداً من الملاحظات كعدم وجود مصلى للسيدات والرجال، فمرتادو الكورنيش يصلون على الأرض بفرش السجادات، إضافة إلى نقص بعض الخدمات بدورات المياه، ك المراوح، مصادر التهويه، وعدم توافر الماء في بعض منها، مشيراً إلى أن هذه التفاصيل قد لا ينتبه لها المسؤولون، وآراء الناس و ملاحظاتهم تمثل فائدة لهم لتكميل المشروع.