قال مدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس فهد أبو الحاج إن الاجتماعات والمؤتمرات التي تتم تحت مسمى اليسار الإسرائيلي بمشاركة وفود فلسطينية وبرعاية دولية رسمية أو غير رسمية أثبتت فشلها. وهاجم الشخصيات الفلسطينية التي شاركت في مؤتمر مدريد التطبيعي الأسبوع الماضي. وأكد أبو الحاج في تصريحات خاصة ل”الشرق” أن فشل هذه اللقاءات يعود لضعف ما يسمى باليسار الإسرائيلي من جهة وللانحياز الأمريكي لإسرائيل من الجهة الثانية. وأشار أبو الحاج إلى المواقف الإسرائيلية المدعومة أمريكيا في مفاوضات عمان التي عبر عنها إسحق مولخو بألا قدس ولا حدود ولا وقف للمستوطنات. وأضاف بأنه لا توجد عملية سلام حقيقية وأن ما يجري مجرد أوهام. وتساءل أبو الحاج الذي يدير متحف أبو جهاد في القدس لماذا تعقد هذه اللقاءات ولأجل ماذا، وماذا حققت سوى منح حكومات اليمين الإسرائيلي الغطاء على ما تمارسها، وتظهر عبر هذه اللقاءات والمؤتمرات أنها تبحث عن السلام. وأشار أبو الحاج إلى أن العاصمة الإسبانية مدريد احتضنت الأسبوع الماضي اجتماعاً بين وفد إسرائيلي وآخر فلسطيني، وكان ضمن الوفد الإسرائيلي “أوريت نوكيب وزيرة الزراعة، وألوان بار السفير في إسبانيا، يوري باسون مدير مكتب وزيرة الزراعة، دانيال بن سيمون مستشار حزب العمل، روبن شارلوت، رئيس منتدى العائلة، ديفيد كاتفو من جامعة حيفا، يهودا لانكري سفيرسابق في الأممالمتحدة، غال لوسكي جمعية إغاثة إسرائيل، عمير بيرتز وزير الجيش الإسرائيلي السابق، منير شتريت، وزير داخلية سابق، فيما ضم من الجانب الفلسطيني هشام عبدالرازق، محمد دحلان، سفيان أبو زايدة، أشرف العجرمي ورئيس نادي الأسير قدورة فارس، وشخصيات أكاديمية وصحافيين كعصام سعيد، نادية هرهش، ناصر عطا، خالد أبو عواد، عبدالسلام أبو عسكر”. واستهجن أبو الحاج هذه الاجتماعات في الوقت الذي اتخذت به السلطة الفلسطينية قراراً بوقف المفاوضات، طالما بقي الاستيطان مستمراً، وفي ظل ما يجري من تغيير في العالم العربي؛ الذي يقلق إسرائيل. وأضاف أبو الحاج أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، وجميع ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي تعمل بشكل محموم لكسر الموقف الرسمي الفلسطيني من خلال الالتفاف على هذا الموقف بإطلاق مفاوضات على الصعيد الشعبي، في الخارج لأجل الإمعان في تضليل الرأي العام العالمي بأن هناك مفاوضات تجري على المستوى الجماهيري بين الطرفين برعاية دولية، والإيحاء للمجتمع الدولي بأن السلطة الفلسطينية لا تريد التفاوض. وقال أبو الحاج إن هناك نخباً فلسطينية تهرول إلى مثل هذه الاجتماعات بعلم أو بدون علم منها، وعدّ أن ذلك شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل.