رفض وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط معادلة التطبيع مقابل تجميد الاستيطان، لكنه توقع تحرك دول عربية باتجاه التطبيع إذا اتخذت إسرائيل «خطوة كبيرة تجاه الفلسطينيين تعكس استعدادها للتفاوض الجاد». وفي وقت أُعلن في القاهرة وتل أبيب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك الأحد، أكدت تقارير إسرائيلية عن زيارته دولة عربية سراً أول من أمس. وقال أبو الغيط في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الذي التقى الرئيس مبارك في القاهرة أمس، إن وقف الاستيطان لن يُقابل بالتطبيع. وأضاف أن «هناك حاجة لبدء مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس مفاهيم واضحة وأرضية متفق عليها تأخذنا مرة أخرى إلى الوضع الذي كان موجوداً قبل عام 2000، أي قبل الانتفاضة الثانية»، حين «افتتحت مكاتب تجارية لدول عربية في إسرائيل، وتواجدت إسرائيل في الدول العربية». واعتبر أن «المطلوب اليوم هو موقف عربي مصمم على أن تتوقف إسرائيل بالكامل عن عمليات الاستيطان في القدسالشرقية، وأن تقبل بالبدء الفوري للمفاوضات مع الفلسطينيين على أساس خريطة الطريق ومفهوم الدولة الفلسطينية». وأضاف: «في حال تحركت إسرائيل خطوة كبيرة باتجاه السلام مع الفلسطينيين، فإن الأطراف العربية ستتحرك نحو إسرائيل عندئذ من وجهة نظرها وطبقاً لقدراتها وطبقاً لإيقاع الموقف». وفي سياق متصل، أكدت مصادر مصرية وإسرائيلية أن نتانياهو سيزور القاهرة الأحد المقبل للقاء مبارك ورئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان، لإجراء محادثات تتمحور حول وقف البناء في المستوطنات واستئناف المفاوضات، والتطورات في ملف الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليت وسط تواتر الأنباء عن تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع حركة «حماس». وجاء إعلان الزيارة غداة «اختفاء» نتانياهو عن الأنظار أول من أمس لمدة 14 ساعة متواصلة، وتردد تقارير عن إمكان قيامه بزيارة سرية عاجلة إلى دولة عربية، ربما تتعلق بملف الجندي شاليت، أو بالاتصالات الأميركية مع دول عربية للقيام بخطوات تطبيع. وتساءلت وسائل الإعلام عن دوافع هذه الزيارة المفترضة، وماذا فعل خلالها، وما الغرض من فرض تعتيم عليها بينما زيارات سابقة مماثلة له ولأسلافه تم النشر المسبق عنها. ولم تستبعد صحيفة «معاريف» أن يتبين خلال يوم أو اثنين أن تبرير الحكومة اختفاء نتانياهو بزيارته مقر «موساد» ليس صحيحاً.