مع تنهيدة طويلة.. أقول بعد بسم الله الرحمن الرحيم، عزيزي القارئ.. هل تتذكر آخر مرة كان بها الحظ كريما معك لتشاهد عملا دراميا سعوديا صناعة محلية؟ معك الوقت لتتذكر بينما أكمل كتابة مقالي هذا راجياً المولى أن يجنبني شر نفسي والكتابة حول هذه المواضيع التي تكون وزارة الإعلام طرفاً مؤثراً فيها. قد تكون الأسباب التي أدّت إلى تدهور حال الدراما السعودية معروفة لدى المتابع لها وكذلك الأسباب التي جعلت من هذا الفن مهاجراً إلى دول الجوار، لكنني أريد أن أفكر بصوتٍ عال وبنيّة سليمة.. لماذا تتساهل الوزارة مع هذا العبث الذي طال هذا الفن المؤثر في حياة الناس وأمنهم؟ لايمكنني التقليل من أهمية الدراما وأنا أشاهد لسنوات طويلة كيف كان هذا الفن عاملاً مهماً في تغيير مفاهيم كثيرة في المجتمعات العربية، وكيف أن الثقافات التركية والكورية وغيرها أصبحت تؤثر في عاطفة كثيرين وتتدخل في تصرفاتهم وطريقة حياتهم. وفي ظل هذا الغياب التام للأعمال السعودية النقيّة التي تتحدث بلسان وحال شوارعنا.. تظهر لنا أعمال كثيرة لاتمت لواقعنا بصلة وبرؤية وإخراج أشخاص لاينتمون لبيئتنا لا من قريب ولا من بعيد. وبما أنني مازلت أفكر.. أين الروائيون السعوديون عن هذا المشهد؟ بغض النظر عن الجدل القائم حول بعض مؤلفاتهم، هل هي أزمة ثقة بين الروائي السعودي والمنتج المحلي؟ لماذا لانرى ولو محاولة جادة لإنتاج عمل سعودي متكامل الأطراف من مخرج ومؤلف ومنتج.. عمل يراد به إنقاذ مايمكن إنقاذه من هذا الفن الذي تخاطفته لسنوات طويلة يد الغرباء الذين جاؤوا للبحث عن لقمة العيش! ها عزيزي القارئ .. هل تذكّرت متى كانت آخر مرة شاهدت فيها عملا دراميا سعودياً صناعة محلية؟ لاأخفي عليك سراً انني لا أنتظر إجابتك بقدر ما أريد التخلص من إحباط هذا السؤال العقيم.