تتواصل فعاليات مهرجان التشجير وعمارة البيئة التي انطلقت في الجبيل الصناعية الأربعاء الماضي، وتستمر لمدة أسبوعين، حيث حظي المهرجان خلال الأيام الماضية بعدد كبير من الزوار من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج. وأوضح مدير عام التشغيل والصيانة بالهيئة الملكية في الجبيل المهندس حمد بن عبدالله المصيريعي أن فكرة ملتقى التشجير وعمارة البيئة نبعت من خلال أهداف المهرجان، وقال ل «الشرق»: يهتم المهرجان بالتوعية والتثقيف في مجال الزراعة والتشجير، وبعد النجاح الذي حققه المهرجان بشكل عام جاءت فكرة إقامة ملتقى على هامش المهرجان يشارك فيه نخبه من المهتمين والمختصين من دول مختلفة، يدلون بتجاربهم وآرائهم وأبحاثهم بالشكل الذي تعم فيه الفائدة الجميع، حيث يهتم الملتقى بكل ما يتعلق بالتشجير والري والصيانة من خلال طرح أفكار جديدة . وأكد المصيرعي أن الملتقى سيكون سنوياً، وذلك بعد أن لاحظنا النجاح الكبير لفعاليات المهرجان الذي يقام بشكل سنوي، وقال: سنحرص على أن يكون الملتقى متزامنا مع إقامة المهرجان، ونحن نسعى إلى تطويره وتوسيع دائرة المشاركين فيه، حيث يشارك في الملتقى الحالي نخبة من الخبراء من الدول العربية واليابان ودول أوروبية، ومن المنتظر أن يكون هناك في الأعوام القادمة مشاركات دولية من جهات متخصصة. وأوضح المصيرعي أن الهيئة الملكية تعمل وفق خطة عامة، فمنذ تأسيسها وبناء مدينة الجبيل الصناعية كانت أعمال التشجير والري من الأولويات؛ لما لها من أهمية كبرى في التوازن البيئي للمناطق الصناعية، وتلطيف الجو، وإضفاء صبغة جمالية على المنطقة، مشيراً إلى أن ما يميز مدينة الجبيل الصناعية وجود إدارة تعنى بالتشجير والمتنزهات والمسطحات الخضراء بشكل عام وهي (إدارة التشجير والري) ويعمل بها مهندسون زراعيون وفنيون مختصون بشؤون التشجير والري وتصميم المسطحات الخضراء والمتنزهات وفق أفضل الطرق والمعايير الجمالية الحديثة. وأوضح المصيريعي أن الخطة العامة لمدينة الجبيل الصناعية اشتملت على إيجاد المرافق العامة والخاصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال توفير الطرق والممرات الآمنة لهم، حيث روعي التدرج والانحدار الملائم والمطلوب لضمان سلامتهم أثناء تنقلاتهم، الأمر الذي يسهل استفادتهم من المرافق العامة بالمدينة. وعن المعايير التي تتبعها الهيئة قال: إن التشجير يُعد من الركائز الأساسية في تأسيس المدن الحديثة، وقد أولت الهيئة الملكية بالجبيل اهتماماً كبيراً بنواحي التشجير وتنسيق المواقع في المدينة، ومما لاشك فيه أيضاً أن هذا الجهد الكبير والتخطيط السليم لتشجير مدينة الجبيل الصناعية قد أبرز ضرورة الرعاية والمحافظة على مستوى التشجير العام، من خلال وضع برامج وخطط مدروسة وفق مواصفات ومعايير محددة تعتمد على متطلبات وخدمات النبات وعلى أفضل السبل والأوقات الزمنية للقيام بهذه النشاطات. وأشار إلى أن استخدام مياه الصرف المعالجة لري مناطق التشجير، وتطبيق التقنيات الحديثة في أنظمة الري في مدينة الجبيل الصناعية لم يؤدِ فقط إلى تحسين نمو النباتات والمحافظة على البيئة، بل حقق توفيراً فعلياً في مياه الشرب، سواء التي تأتي من محطات التحلية أو المياه الجوفية بلغ حوالي نصف مليار متر مكعب، خلال الفترة من عام 1980م حتى عام 2007م ، و من المتوقع أن يحقق توفيراً في مياه الشرب يصل إلى حوالي مليار متر مكعب خلال الفترة من 2008م حتى عام 2026م. وأوضح المصيريعي أن من أولويات الهيئة الملكية الحرص الشديد على إضافة اللمسات الجمالية في المدينة، والاهتمام بتطبيق النظرية التصميمية القائمة على الحرص والتوافق والتكامل بين الجمال والوظيفة المناسبة في آن واحد، وانعكست هذه النظرية على جميع التصاميم والأعمال المنفذة، ونتج عن ذلك عديد من المشروعات المتميزة ومن أهمها تجميل التقاطعات والطرق ومداخل الأحياء والمتنزهات، وقد أعطت هذه العناصر والمجسمات الجمالية بصمتها الخاصة لتكون مدلولاً بصرياً لساكن وزائر مدينة الجبيل الصناعية. وعن أهمية التوعية لدرء سلبيات الممكن حدوثها في مجال التشجير ذكر أن إدارة التشجير والري تقوم بدور بارز في توعية زوار وساكني المدينة من خلال خطتها السنوية في تنفيذ عديد من الحملات التوعوية المختلفة في الشواطئ والمتنزهات وتوزيع الكتيبات والمطويات وأكياس النفايات؛ لحث الجمهور على المحافظة على النظافة والممتلكات العامة، وغرس مفهوم المواطنة لدى الأطفال بأهمية جعل المرافق والمتنزهات والشواطئ نظيفة لا تصلها يد العبث والتخريب، كما تستخدم إدارة التشجير والري اللوحات الإرشادية في مختلف الطرق والتقاطعات في المدينة والشاشات الإلكترونية وقناة الهيئة الملكية التليفزيونية المغلقة في حملاتها التوعوية، والمشاركة في المعارض التي تنظمها إدارة الخدمات التعليمية بالهيئة الملكية لتعريف الطلاب بجميع المراحل التعليمية بضرورة المحافظة على المكتسبات والإنجازات.