ثار جدل كبير حول قضية اختفاء موسى الصدر، الزعيم الشيعي اللبناني، وعن صلة ذلك بالعقيد معمر القذافي، وقد اختفى الصدر، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان سابقا في آب/أغسطس عام 1978، مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في ليبيا، أثناء زيارته لها بدعوة شخصية من القذافى نفسه، وكان الرائد عبد المنعم الهونى – شريك معمر القذافى فى ثورة الفاتح من سبتمبر ومندوب ليبيا المستقيل لدى الجامعة العربية – قد تحدث أن “الإمام موسى الصدر قتل خلال زيارته الشهيرة إلى ليبيا ودفن في منطقة سبها في جنوب البلاد”. وكان شخص موثوق به، نقل عن سيف الإسلام، نجل القذافي، قوله: “وجهنا دعوة إلى الرجل (الصدر) كي يأكل السمك عندنا، لكننا تركنا السمك يأكله”، حيث إن هناك من استنتج أن جثث الصدر ورفيقيه ألقيت في البحر. وقالت مصادر عربية لصحيفة “الرأي” الكويتية، أن سيدة لبنانية مرتبطة بأجهزة قريبة من النظام الأمني السوري – اللبناني، التقت في آب/أغسطس من العام 2010 سيف الإسلام القذّافي في أثينا للبحث في قضية الإمام موسى الصدر. وكان سيف الإسلام وقت إعدام الصدر في الخامسة من العمر. لكنه جمع في سنة 2010 وفي السنوات التي سبقتها ما يكفي من المعلومات والدلائل عن اختفاء الصدر ورفيقيه، كي يعدّ نفسه لمواجهة السيدة اللبنانية التي جاءت تطالب بكشف المعلومات الحقيقية المرتبطة بالقضية بهدف التوصل إلى تسوية معقولة مع السلطات الليبية تؤدي إلى كشف مصير الإمام الصدر ورفيقيه، وطي الملف نهائيا.
لا يُعلم أين دفن: وكشف المصدر نفسه، أن السيدة سألت عن مصير الصدر ورفيقيه الذين التقوا العقيد معمّر القذافي في الثامن والعشرين من آب/أغسطس 1978، فأكّد سيف الإسلام أن الثلاثة قتلوا في ليبيا وأنه لا أمل في العثور على أي بقايا لهم، وأنه لا صحة عن كلّ ما يشاع عن أنهم ما زالوا أحياء. ونقلت المصادر ذاتها عن سيف الإسلام قوله: إنه لا يدري هل دفن الثلاثة في الصحراء أو ألقيت الجثث في البحر، وأنّ كلّ ما يعلمه أن والده طلب التخلص منهم بعد شعوره بالحرج، حيث حمّل سيف الإسلام والده مسؤولية إعدام موسى الصدر ورفيقيه، مشيرا إلى أنه قرر التخلص منهم بعد أيام من احتجازهم وذلك بعد الضجة التي أثيرت إثر اللقاء العاصف الذي جرى بين القذافي والصدر. وقدم سيف الإسلام للسيدة اللبنانية عرضاً مغرٍ يقضي بإنشاء مؤسسة كبيرة تقدّم خدمات اجتماعية ومساعدات للمحتاجين تخليدا لذكرى موسى الصدر، على أن تتولى ليبيا تمويل المؤسسة.
عائلة الصدر ترفض تصديق رواية قتله: ورفضت عائلة الصدر تصديق رواية نجل القذافي، وأصرت على أن الإمام موسى الصدر ورفيقيه ما زالوا أحياء، وأنهم محتجزون في مكان ما في ليبيا، واستندت العائلة في ذلك إلى ما تصفه بشهود عيّان يقولون أنهم شاهدوا موسى الصدر حيّا في أحد السجون بعدما أمر القذّافي باحتجازه، حيث أعلن السيد صدر الدين الصدر نجل الإمام موسى الصدر أن والده لا يزال حبيساً في السجون الليبية. الشرق | القذافي | صحيفة الشرق | ليبيا | موسى الصدر