اقترح المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار بالأحساء علي الحاجي إقامة مهرجان سياحي خاص ببحيرة الأصفر، لتشجيع السياحة الداخلية، لأهميتها التاريخية والسياحية، ولما تمتلكه من حياة فطرية ونباتية وكان مكتب الدليل السياحي أقام رحلة سياحية إلى بحيرة الأصفر، التي تبعد عشرة كيلو مترات شرق مدينة العمران، و35 كيلو مترا غرب شاطئ العقير، أول من أمس، دعا إليها عدداً من المسؤولين ورجال الأعمال بهدف التعريف ببحيرة الأصفر والتشجيع المعنوي، من بينهم: مدير الشؤون الأمنية بمحافظة الأحساء أحمد الوصالي وأعضاء المجلس البلدي: ناهض الجبر وسلمان الحجي ومحمد العفالق وعلي السلطان، والمهندس عبدالله الشايب ورجال الأعمال: أمين الخواجة وناجي بوسرور وشاكر العليو وواصل الشايب، وعدد من المهتمين بالسياحة. وقال الحاجي أن السياحة الداخلية هي صناعة جديدة، بحاجة إلى مبادرات من المجتمع المحلي بجانب ما تقوم به الدولة والجهات الحكومية، كي تكون صناعة متكاملة، مشيراً إلى ما تمتلكه الأحساء من مقومات متنوعة للسياحة، وشاكراً مكتب الدليل السياحي على مبادرته لتسليط الضوء على بحيرة الأصفر. وقال صاحب مكتب الدليل السياحي حسن الوباري أن الهدف من تنظيم الرحلة هو التعريف ببحيرة الأصفر، وما تمتلكه من مقومات سياحية من وجود الصحراء والمياه والنباتات، والتشجيع لتنظيم رحلات قادمة. وبحيرة الأصفر منطقة رملية داخل الصحراء تتميز بوجود بحيرة مياه راكدة، تصب فيها فضلات سقي النخيل، يقصدها هواة صيد الطيور، حيث ينصبون خيامهم للاستجمام والصيد، والوصول إليها يحتاج إلى سيارات ذات دفع رباعي، وتعادل مساحة البحيرة في الحد الأعلى مساحة الواحة المزروعة، ويصل طولها إلى خمسة وعشرين كيلومترا، أما العرض فيتغير بين الصيف والشتاء نظراً لكمية المياه. ويؤكد الباحث المهندس عبدالله الشايب أن المؤرخين، ومنهم: ياقوت الحموي وحمد الجاسر و فيدال، وعدد من الباحثين الزراعيين تحدثوا عنها في الإصدارات الزراعية كما تطرقوا لها عند الحديث عن الإمكانات الترفيهية، موضحاً أن البحيرة مصب مياه الصرف الزراعي حيث تسير قنوات المصرف لتتجمع في قناة رئيسية، كما أنها تلعب دوراً مهماً في فصل الشتاء بتجمع مياه الأمطار، وعند انحسار المياه صيفا تكون مرعى غنيا للأغنام والإبل. وقال علي العيسى الذي يتردد على “الأصفر” منذ عشرين عاماً، أن الأصفر ذكرها ياقوت الحموي في معجمه باسم “بحيرة هجر”، مشيراً إلى أن بعض المؤرخين يؤكد على أن سبب تسمية الأحساء بالبحرين لوجود الخليج العربي وبحيرة الأصفر لتجاورهما، وفي إشارة إلى أهميتها التاريخية، مشيراً إلى أن موقعها سابقاً، كان قريباً من مدينة العمران، ولكن التوسع العمراني غيّر مجرى مياه فضلات النخيل إلى الموقع الحالي، ويوضح العيسى أن الأصفر تتميز بوجود حياة بحرية من الأسماك والضفادع والسلاحف والعشب، بالإضافة إلى استقرار الطيور المهاجرة من كندا وروسيا وباكستان، في فصل الشتاء من كل عام ميلادي، بحثاً عن الدفء والطعام، ومن أهمها: الإوز الكندي والخضيري والمعنّق والبلشون والنحام والبط، ومن الطيور المقيمة السويِّد والنورس والحبارى، والبلابل والعصافيروبذلك تجذب هواة صيد الطيور المهاجرة، للتخييم والتردد عليها، مضيفاً أنها كانت مصدر رزق للحرفيين الذي يصنعون المِداد والحصير، لوجود أعواد الأسل الذي يصنع منه المداد، بالإضافة إلى عشب الشِّنان الذي يستخدم لغسل الملابس وعشب الرِّطة الذي يوضع في اللبن، بالإضافة إلى وجود أشجار الغضا. ويتمنى العيسى أن تلاقي “الأصفر” الاهتمام بتسوية الطريق إليها، وتوفير الخدمات للمصطافين، لجذب السياح لتكون وجهة سياحية جديدة داخل الأحساء، ونشر الوعي بعدم إتلاف الحياة الفطرية والحياة النباتية المحيطة بالبحيرة. بحيرة الأصفر أصبحت عامل جذب سياحي