تمتلك "بحيرة الأصفر"، التي تقع على بعد 20 كيلومتراً شرق مدينة الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء، تنوعاً بيئياً وجغرافياً حيوياً، والعديد من مقومات السياحة الطبيعية، وفيها أنواع عديدة من الأسماك النهرية، وهي محطة لآلاف الطيور المهاجرة، وتعد من أكبر البحيرات في الأحساء، وتشكل أحد أهم المقاصد السياحية، غير أنها تفتقر لأبسط الخدمات كشبكة المياه الصالحة للشرب ومجاري الصرف الصحي والكهرباء. "الوطن" زارت أول من أمس البحيرة، ووقفت عندها، والتقت مجموعة من المرتادين، الذين أجمعوا على أنها ستتحول إلى متنفس كبير للأهالي، وموقع لجذب السياح في حال الاهتمام بها وتوفير الخدمات فيها، وستضاهي شاطئ العقير، وبعض الشواطئ الأخرى في المملكة. وأشار هشام السليم إلى أن البحيرة بحاجة ماسة إلى تنفيذ مشاريع سياحية متكاملة على ضفافها، والعمل على وضع آليات لخلق فرص استثمارية في كافة المجالات السياحية والترفيهية والإيواء بجانب البحيرة، مقترحاً على جهات الاختصاص في أمانة الأحساء والهيئة العامة للسياحة والآثار تأهيل البحيرة لأغراض السياحة، وإعادة تشذيب مجرى البحيرة وتهيئة كافة البنى التحتية اللازمة لإنشاء المرافق الخدمية، والمتنزهات والحدائق العامة وأحواض السباحة. وأضاف السليم أنه يحرص ومجموعة من زملائه على "ركوب الخيل"، والتوجه معهم إلى البحيرة من خلال سيرهم على الكثبان الرملية، لقضاء معظم أوقات إجازات نهاية الأسبوع على ضفاف البحيرة، وبالأخص مثل هذه الأيام التي تشهد الأحساء فيها اعتدالا في درجات الحرارة خلال ساعات النهار. وتابع زميله عبدالوهاب الموسى، موضحا أنهم اعتادوا الذهاب إلى البحيرة، راكبين الخيل، وتستمر رحلتهم قرابة الساعة والنصف، كحل بديل للسير على الكثبان الرملية بديلا عن السيارات ومخاوف تعطلها وسط الكثبان الرملية، علاوة على ضمان الوصول إلى مواقع متعددة من البحيرة قد لا تصلها السيارة. وأضاف صالح الغانم أن البحيرة تنمو فيها مجموعة من النباتات الصحراوية المختلفة منها نبات "السرخس والطرفاء" اللذان ينموان بكثافة، وتشهد في أيام الصيف توافد رعاة الأغنام والإبل حيث تتحول إلى مرعى لمواشيهم، وفي مواسم هجرة الطيور في أيام محددة في فصلي الشتاء والصيف تحظى بإقبال من هواة صيد الطيور؛ لممارسة هوايتهم في اصطياد الطيور. وبدوره بين أمين الأحساء رئيس المجلس البلدي في المحافظة المهندس فهد الجبير في اتصال هاتفي أمس ل"الوطن" أن جهات الاختصاص في الأمانة كلفت خبراء لدراسة الاستفادة من ضفاف البحيرة كمتنزه سياحي بمياه نقية خالية من الملوثات، مضيقا أن الخبراء توصلوا في نهاية دراستهم إلى إمكانية التخلص من المعادن الثقيلة، والملوثات الموجودة في البحيرة وتنقية كامل البحيرة خلال سنة ونصف السنة بواسطة زراعة نباتات بحرية تقضي على تلك الملوثات والمعادن الثقيلة، وبعدها الشروع في إقامة المتنزه بالمواصفات التي تراها الأمانة مناسبة.