قال مصدر عسكري ل”الشرق” إن الهجوم الأمريكي على عناصر تنظيم القاعدة أول أمس كان يهدف إلى إرباك التنظيم الذي يُعد حالياً للهجوم على أكثر من منطقة في محافظات شرقيةوجنوبية للسيطرة عليها بمشاركة عناصر قبلية وأمنية. وأضاف المصدر: إن الاستخبارات الأمريكية رصدت تحركات القاعدة خلال الأيام الماضية وأرادت إحباط هذه التحركات خلال هجمات جوية تستهدف قيادات التنظيم ومنسقي هذه التحركات. وتوقع المصدر أن تستمر الضربات الأمريكية خلال الأيام القادمة ضد أهداف لتنظيم القاعدة في محافظات أبين وشبوة ومأرب، لتخفيف الضغط على أجهزة الأمن اليمنية التي بدت عاجزة عن إدارة المعركة مع القاعدة في الأماكن التي يتواجد فيها عناصر التنظيم بسبب الاضطرابات التي تشهدها المؤسسة الأمنية والعسكرية في اليمن. ولم يستبعد المصدر أن تقوم واشنطن بعمليات برية خاطفة على الأرض في مهمات خاصة للمرة الأولى إذا استدعت الضرورة ذلك لمواجهة التمدد الخطير للقاعدة في اليمن واقتناص الفرصة أيضاً لتحقيق مكاسب من خلال تصيد أكبر قدر من عناصر وقيادات القاعدة في اليمن. تأهب أمني والقبائل تنشر مسلحيها وتعيش عدد من المحافظات اليمنية حالة قلق وترقب من اقتحامها من قِبل عناصر تنظيم القاعدة الذي تحول إلى كابوس أرق اليمنيين بسبب تمدده وانتشاره السريع في أكثر من منطقة شمالاً وجنوباً. ورفعت أجهزة الأمن اليمنية حالة التأهب في أكثر من محافظة وتحديداً في محافظة شبوة ومأرب ولحج حيث تشهد هذه المحافظات تحركات لعناصر القاعدة تشير إلى نيتهم بسط سيطرتهم على مناطق في هده المحافظات . ورافق التأهب الأمني تأهب في أوساط قبائل هذه المحافظات خشية أن يكون هناك تواطؤ من قبل مؤسسات أمنية وعسكرية في الدولة مع تنظيم القاعدة لتمكينه من السيطرة على مناطق في شبوة ولحج ومأرب حيث نشرت القبائل أعداداً من مسلحيها للدفاع عن مناطق تواجدها ضد القاعدة. هذه المخاوف عززتها سقوط مدينة رداع في ايدي القاعدة الاسبوع قبل الماضي بدون اي مقاومة من قبل أجهزة الأمن والجيش المتواجدة هناك لينسحب بعد ذلك عناصر التنظيم بعد موافقة الحكومة على شروطهم المتمثلة في إطلاق سجناء من القاعدة في صنعاء وتشكيل مجلس من أهل الحل والعقد لإدارة المدينة الأمر الذي اعتبرته شخصيات اجتماعية في رداع شرعنة للقاعدة وإقامة إمارة إسلامية بمباركة الحكومة. القاعدة تؤكد مقتل عناصرها واستهدفت طائرات أمريكية مساء أول أمس عدداً من قيادات تنظيم القاعدة في مديرية لودر بمحافظة أبين جنوب اليمن المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة، حيث قالت مصادر محلية ل”الشرق”: إن نحو تسعة من عناصر التنظيم قتلوا في القصف وأصيب آخرون واحترقت سيارة كانت تقل ثلاثة من قيادات التنظيم في اليمن. لكن مصدر في تنظيم القاعدة نفى ل”الشرق” أن يكون بين القتلى أي من قيادات التنظيم الكبيرة واعترف بمقتل ثلاثة وإصابة اثنين في قصف لطائرتين أمريكيتين الأولى حربية والثانية طائرة بدون طيار قامت بالتصفية حسب تعبيره . تحذيرات من سقوط المدن واحدة تلو الأخرى وكان تقرير حديث صدر قبل يومين عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث حذر من جهات قال إنها تسعى لإسقاط مدن يمنية عسكرياً بعضها تحت ذريعة القاعدة وتكرار سيناريو رداع وأبين كما هو متوقع في إب والضالع ولحج عدن وحضرموت والبعض الآخر تحت ذريعة الحماية من القاعدة كما هو متوقع في ذمار وتعز والحديدة. وأشار التقرير إلى أن “غياب الهيكلة التنظيمية وضبابية الأهداف وانعدام الرؤية الاستراتيجية لتنظيم القاعدة جعلته حالياً مخترقاً من تيارات محلية وإقليمية ودولية ما جعله يتحرك في مكان وزمان لا يخدمان سوى تلك الجهات”. وقال: “استفادت منه حتى شخصيات كما كشف ذلك واقعة السيطرة والانسحاب من العامرية برداع مسقط رأس الشيخ طارق الذهب الذي استعاد شقيقه السجين في الأمن السياسي وحصل على وعود بتنصيبه شيخاً”. وأضاف التقرير: “هناك شخصيات محسوبة على القاعدة بعضهم ممن قاتلوا في أبين، والبعض الآخر ممن هربوا من السجون يتواجدون حالياً في صنعاء، وهناك تواجد لأعضاء في القاعدة بين النازحين داخل المدارس في عدن”. واستبعد أن يكون لدى تنظيم القاعدة القدرة على السيطرة الكاملة لأي مدينة ما لم يحصل على دعم لوجستي مباشر وغير مباشر من أطراف ذات علاقة بعملية الانتقال السلمي للسلطة. وأكد التقرير أن تنظيم القاعدة استفاد من الفراغ السياسي وعملية نقل السلطة لتقوية مركزه لكنه أشار إلى أحداث مرتبطة بشخصيات في جهاز الأمن لنظام الرئيس صالح ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في سيطرة القاعدة في أبين ورداع. وحث التقرير حكومة الوفاق الوطني في اليمن على وضع خطة طارئة للتعامل مع القاعدة تتضمن إجراءات اقتصادية وانفتاحا سياسيا ونقاشات وحوارات فكرية ليس مع أعضاء القاعدة بل مع كل الأطراف والمكونات الأيدلوجية غير الحزبية مثل الحوثيين التي تشكل تحركاتهم أحيانا عامل إحياء للقاعدة “. وطالب التقرير الحكومة بألاَّ تغفل عن الإجراء العسكري والأمني ولكن تضعه في نهاية الحلول.