شددت السلطات اليمنية إجراءاتها الأمنية عقب الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة، وأكد مصدر أمني يمني أن قوات الأمن رفعت حالة التأهب وعززت إجراءاتها تخوفا وتحوطا من ردود فعل الخلايا النائمة للقاعدة في اليمن بهدف الانتقام لمقتل أسامة بن لادن. وأفادت المصادر أن الإجراءات شملت العاصمة صنعاء ومحافظات شبوة وأبين وحضرموت وعدن والحديدة ولحج ومأرب والجوف، وأيضا السفارات والملحقيات الأجنبية والعربية ودور السكن للأجانب وشركات النفط في العاصمة اليمنية صنعاء. وشاهدت «عكاظ» خلال جولة لها انتشار القوات الأمنية على مقربة من السفارات الأجنبية وبشكل مكثف منذ الصباح الباكر. وتتخذ القاعدة من جبال محافظات شبوة وأبين وحضرموت شرق اليمن وصحاري محافظات مأرب والجوف منطلقا لعملياتها الإرهابية، كما أن التنظيم وسع من عملياته لتشمل محافظة الحديدة التي تمكنت قوات الأمن من قتل أحد عناصر القاعدة أمس ويدعى عادل العولقي بعد أن هاجم دورية أمنية بقنبلة يدوية وقتل أحد أفراد الشرطة برتبة مساعد، ومنفذ الهجوم عادل العولقي يقبع حاليا في مديرية زبيد. وبحسب وزارة الدفاع، فإن قوات الأمن تمكنت من القبض على شخصين أحدهما يدعى علي حسن العولقي والآخر جندي في الفرقة الأولى كان يرافقه بحسب موقع إلكتروني، ولا تزال التحقيقات جارية معهما. إلى ذلك، توقع مراقبون يمنيون أن أنور العولقي، والذي وصفته واشنطن بأنه بن لادن اليمن، سيكون الهدف الأمريكي المتوقع. ويتخذ العولقي جبال شبوة الوعرة أماكن خفية لتحركاته. وأصدر العولقي العديد من البيانات ضد واشنطن، مما جعل السلطات الأمريكية تصنفه كأخطر المطلوبين الأمنيين. وهناك تخوف كبير في أوساط المراقبين للوضع اليمني من أن يصبح العولقي الهدف الأمريكى المتوقع، خاصة أنه لم يمض عام على تصنيف وزارة الخزانة الأمريكية له كأخطر عناصر القاعدة وتسجيله في القائمة السوداء، وتنفيذ أمريكا عمليات ضد القاعدة في جبال اليمن للقضاء عليه، في الوقت الذي تنشغل السلطات اليمنية بالأحداث الجارية. وقلل أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء نجيب غلاب من خطر أنور العولقي وعلاقته بالقاعدة قائلا: «لم تكن للعولقي علاقة ببن لادن، وإنما هو صناعة أمريكية، هو بالونة استحدثتها الاستخبارات الأمريكية لغرض الدخول في أوساط القاعدة واختراقها». العولقي الذي يحمل الجنسية الأمريكية ودرس فيها لا يزال يحتمي بجبال شبوة، وفي أوساط قبيلته كانت القوات الجوية اليمنية نفذت عملية جوية نهاية عام 2009م حاولت استهدافه، لكنه نجا من تلك العملية وسقط فيها سبعة من أبناء القبائل في محافظة شبوة.