وجهت وزارة الداخلية اليمنية خلال اليومين الماضيين, أجهزتها الأمنية في كل من محافظات أبين ومأرب والجوف وحضرموت, بتشديد وإحكام مراقبتها للطرق الصحراوية بين هذه المحافظات الأربع, والعمل على إغلاقها في وجه العناصر الإرهابية التي قد تلجأ إلى هذه الطرق في التنقل من محافظة إلى أخرى هرباً من ملاحقة الأجهزة الأمنية لها, أو لتنفيذ أي عمليات إرهابية محتملة. ويأتي ذلك بعد أنباء صحفية يمنية ذكرت أن طائرات أمريكية مقاتلة تستعد لضبط أهداف قاعدية في مناطق محددة من حضرموت, ومأرب، والجوف، وصعدة، إضافة إلى الشريط الصحراوي الحدودي المشترك بين اليمن والسعودية. ونقلت أسبوعية المصدر اليمنية المستقلة عن مسؤول يمني أن طائرات أمريكية مقاتلة تنفذ حالياً طلعات جولة استطلاعية استعداداً لضرب أهداف ومعسكرات يتواجد فيها تنظيم القاعدة، كما أشار إلى تدريبات تجريها قوات خاصة أمريكية استعدادا لتنفيذ عمليات عسكرية "برية" مشتركة مع الجيش اليمني بضرب أهداف عسكرية محتملة لتنظيم القاعدة، ونفى مصدر مسؤول صحة هذه الأنباء. ونقل موقع سبتمبر نت الإخباري الإلكتروني الناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية عن مصدر وصفه بالمسؤول, أن المعلومات التي تضمنتها تلك الأنباء غير دقيقة وليس لها أي أساس من الصحة، موضحاً أنه لا يوجد هناك أي مصدر مسؤول في اليمن صرح بمثل هذه المعلومات الكاذبة والمضللة للموقع المذكور، منوهاً بأن بعض المواقع عمدت إلى ترويج هذه المعلومات والافتراءات المضللة, وذلك فقط لغرض الإثارة وليس أكثر. من جانبه, أعرب مجلس تحالف قبائل مأرب والجوف عن استنكاره الشديد حول ما نشر عن نوايا أمريكية لتوجيه ضربات جوية أو عمليات عسكرية مشتركة ضد أهداف في مأرب والجوف وحضرموت وصعدة. واعتبر المجلس في بيان صدر عنه يوم الأحد 22- 3- 2009 تلقت (عناوين) نسخة منه, أن تلك النوايا التي نشرت تعدّ تحريضاً على انتهاك السيادة واستهدافاً للأبرياء, وهي "بمثابة خيانة وطنية". وحذر مجلس القبائل في بيانه من أي عمل يستهدف القبائل، محذرا من التفكير في أي عمل عسكري خارجي، وقال:"إن تبعات عمليات من هذا النوع ستكون خطيرة ومكلفة على أطرافها, فضرب الأبرياء من القبائل سيدفعهم إلى تهديد مصالح كبيرة لأمريكا والغرب موجودة في هذه المناطق على وجه التحديد". وأكد البيان أنه لا صحة إطلاقاً لوجود بؤر إيواء ومعسكرات تدريب لعناصر تنظيم القاعدة في المناطق المذكورة, وقال: "كل ما يقال عن هذا هو عبارة عن معلومات مغلوطة أو دعوات تخفي وراءها نوايا استهداف مناطق قبلية معينة يراد تأديبها لأهداف سياسية أخرى, وإذا كان هناك وجود وقتي لأشخاص قلة جداً من عناصر القاعدة الذين قد يتوقفون خفية لأيام أحيانا في هذه المناطق أثناء تنقلهم المستمر بين محافظات الجمهورية؛ فإن هذا الوجود غير مرحب به ولا يحظى بحماية تذكر ولا يبرر تفكير من هذا النوع بأي حال من الأحوال". ودعت قبائل مأرب والجوف ممثلي المحافظات الأربع في البرلمان إلى التحرك في اتجاه تشكيل مجموعة متابعة برلمانية وطرح فكرة استدعاء وزيري الخارجية والدفاع إلى البرلمان لاستيضاح الموقف الرسمي مما أعلن. كما دعت القوى السياسية والتكوينات الشعبية والمدنية إلى رفض ومواجهة مثل هذه النوايا. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح دعا في لقاء جمعه بشيوخ وأبناء محافظات مأرب وشبوه والجوف في فبراير الماضي إلى القبض على المطلوبين أمنياً في تلك المحافظات, وقال: "أريد منكم أن تأتوا إلي بالمخربين.. وإلا أنا قادر أن آتي بهم, ولا تصدقوا أن هذه المحافظات الثلاث محافظات مثلث الشر, وإنما هي مثلث الخير والأمن والأمان والاستقرار".