انبثق نظام المجالس المحلية عن نظام مجالس المناطق كصورة مصغرة لمجلس المنطقة، بحيث يناقش ويتابع ويقترح على مستوى المحافظة والمراكز التابعة لها، وترفع تلك التوصيات والمقترحات إلى مجلس المنطقة الذي يناقشها ويدرسها ويرفعها للجهات ذات الاختصاص لإدراجها ضمن ميزانية الدولة، وينص نظام المجالس المحلية على أن يرأس المجلس محافظ المحافظة وعضوية مديري الإدارات الحكومية وعدد من أهالي المحافظة من ذوي الخبرة والعلم، كأعضاء بالمجلس يمثلون صوت المواطن. وما دفعني لطرح هذا الموضوع المهم جداً ما يتم تداوله بين أفراد المجتمع في مجالسهم ومكاتبهم من عدم معرفة المواطنين بأهمية دور المجلس المحلي، رغم أنه المحرك الأساسي لتنمية المحافظة، فهو يناقش ويقترح ويطالب ويتابع ما يقدم من الدولة للمواطن. وأتناول هنا موضوعا يبرز علامات استفهام كثيرة، ويهم شريحة كبيرة من المواطنين، وهو غياب ممثلين عن سكان البادية والمراكز والقرى في بعض مجالس المحافظات، الأمر الذي قد لا يحقق شمولية دفع عجلة التنمية على مختلف المستويات والمجالات، لينعم الجميع بنتائج خطوات هذه المجالس الإيجابية، وانعكاسها على حياتهم وتذلل لهم عديدا من العقبات، كما أن كثيرين يجهلون دور هذه المجالس لتقوقعها حول نفسها، ولضعف الشفافية والتواصل مع وسائل الإعلام، وتفعيل الدور التوعوي والتثقيفي للمواطنين بأهمية دورها من قبل سكرتارية هذه المجالس. ومن المآخذ اختيار من يسمون بذوي الخبرة ليمثلوا صوت المواطن، وهم في الواقع بعيدون كل البعد عن همومه ومطالبه وتحقيق طموحه، وحلقة التواصل بينهم وبينه مفقودة، في الوقت الذي يتمنى فيه المواطن تطوير دور هذه المجالس ومنحها الصلاحيات اللازمة. كما أقترح إعادة النظر، وبشكل جاد في كيفية اختيار من يمثلون صوت المواطن الحقيقي، وعدم تكرار ظهور نفس الأسماء في كل دورة، وربما أحياناً من مدينة واحدة، وحي واحد، وفي الختام، لنا الأمل في تجاوب المسؤولين لتنظيم وتحسين الأداء ليكون دورالمجالس أكثر تميزاً في خدمة الوطن والمواطن..والله الموفق.