عندما صدر نظام المناطق في عام 1412ه وهو بالمناسبة أحد الإنجازات الكثيرة التي سجلت بمداد من ذهب للملك فهد بن عبد العزيز نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته فقد كان رحمه حريصا على إصدار هذا النظام الحيوي أسوة بنظامي الحكم ومجلس الشورى ولعل المتابع لإنجازات مجالس المناطق يدرك أهمية حرص الملك فهد على إصدار هذا النظام الذي حسب أنظمته يرأسه أمير المنطقة وبعضوية مدراء العموم بهذه المنطقة وعضوية عشرة مواطنين أو أكثر من أهل المنطقة الذي يمتلكون الخبرة والعلم وذلك حسب ما هو منصوص عليه في نظام مجالس المناطق . وحسب نظام مجالس المناطق فإن مقر هذا المجلس يكون في إمارة المنطقة التي عادة ما تكون في مدينة تكون عاصمة إدارية لهذه المنطقة ويتبع لهذه المنطقة عدد من المحافظات والمراكز حيث أصبح من الضروري إيجاد منابع تغذي مجلس المنطقة لذلك انبثق عن نظام مجالس المناطق «نظام المجالس المحلية» كصورة مصغرة لمجلس المنطقة حيث أن مجلس المنطقة يناقش ويتابع ويقترح للمنطقة كلها بينما المجلس المحلي يناقش ويتابع ويقترح على مستوى المحافظة أو المركز الذي يتبعه , وترفع تلك التوصيات والمقترحات إلى مجلس المنطقة الذي يناقشها ويدرسها وفي حال إقرارها يتم رفعها للجهات ذات الاختصاص لإدراجها ضمن الميزانية العامة للدولة , وحسب نظام المجالس المحلية فإن محافظ المحافظة أو رئيس المركز يكون رئيس المجلس المحلي وعضوية مديري الإدارات الحكومية ويتم تعيين عدد من أهالي المحافظة من ذوي الخبرة والعلم كأعضاء بالمجلس ليمثلون صوت المواطن . ولعل من الدوافع التي جعلتني أتطرق الى هذا الموضوع هو ما أشاهده من عدم معرفة المواطنين بأهمية دور المجلس المحلي رغم انه «المصنع السري» للتنمية فالمجلس المحلي يناقش ويقترح ويتابع ويطالب بالمدارس والكليات والمستشفيات والمراكز الصحية ومراكز الشرط والجوازات والمخدرات وجميع ما يقدم من الدولة للمواطن ورغم هذه الأهمية تشاهد المواطنين يجهلون هذا ويتوجهون للمجلس البلدي بكل طلباتهم وفي بعض الأحيان يتهمون أعضاءه بالتقصير وخذلانهم لأن المواطن يعتبر المجلس البلدي صوته في كل شيء وهذا غير صحيح فالمجلس البلدي حسب أنظمته ولوائحه يختص بمناقشة ومتابعة الأعمال البلدية فقط وبذلك يتضح أن المجلس البلدي ليس من صلاحياته نظاماً المطالبة بافتتاح المدارس والمراكز الصحية ومراكز الإمارة إلى آخره و إن هذه من صلاحيات المجلس المحلي ولعلني هنا أعذر المواطن فالمجالس المحلية لم تبذل جهودا من أجل التوعية بأهمية دورها وتعريف المواطن بلوائحها وأنظمتها وآلية عملها وبذلك يصبح المواطن معذورا عند ذهابه إلى المجلس البلدي فهو يذهب لمن أعطاه صوته من خلال الانتخابات البلدية التي تمت قبل ست سنوات واختار المواطنين من خلالها نصف أعضاء المجالس البلدية وهي ولله الحمد كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس بحكم أن ثقافة الانتخابات تعتبر تجربة جديدة على مجتمعنا وهذا ما يشجعني على أن اقترح على الجهات ذات الاختصاص تطبيق تجربة انتخابات المجالس البلدية على أعضاء المجالس المحلية الذين يمثلون صوت المواطن بالمجالس المحلية بحيث يكون اختيار الأعضاء بالانتخاب بدلاً من التعيين أسوة بانتخابات المجالس البلدية , هذه الخطوة من شأنها تسليط الضوء على المجالس المحلية وتوجيه المواطن إلى الطريق الصحيح للمشاركة في التنمية وكلنا في خدمة الوطن . [email protected] 0503575234