نص نظام المناطق الصادر عام 1412ه أن يكون مقر المجلس في إمارة المنطقة التي عادة ما تكون في مدينة تكون عاصمة إدارية لهذه المنطقة، ويتبع لهذه المنطقة عدد من المحافظات والمراكز، حيث أصبح من الضروري إيجاد منابع تغذي مجلس المنطقة؛ لذلك انبثق عن نظام مجالس المناطق (نظام المجالس المحلية) كصورة مصغرة لمجلس المنطقة، حيث إن مجلس المنطقة يناقش ويتابع ويقترح للمنطقة كلها بينما المجلس المحلي يناقش ويتابع ويقترح على مستوى المحافظة أو المركز الذي يتبعه، وترفع تلك التوصيات والمقترحات إلى مجلس المنطقة الذي يناقشها ويدرسها وفي حال إقرارها يتم رفعها للجهات ذات الاختصاص لإدراجها ضمن الميزانية العامة للدولة، وحسب نظام المجالس المحلية فإن محافظ المحافظة أو رئيس المركز يكون رئيس المجلس المحلي وعضوية مديري الإدارات الحكومية، ويتم تعيين عدد من أهالي المحافظة من ذوي الخبرة والعلم كأعضاء في المجلس ليمثلوا صوت المواطن. ولعل من الدوافع التي جعلتني أتطرق إلى هذا الموضوع هو ما أشاهده من عدم معرفة المواطنين بأهمية دور المجلس المحلي رغم أنه (المصنع السري) للتنمية، فالمجلس المحلي يناقش ويقترح ويتابع جميع ما يقدم من الدولة للمواطن، ورغم هذه الأهمية تشاهد المواطنين يجهلون هذا ويتوجهون للمجلس البلدي بكل طلباتهم وفي بعض الأحيان يتهمون أعضاءه بالتقصير وخذلانهم؛ لأن المواطن يعتبر المجلس البلدي صوته في كل شيء وهذا غير صحيح، فالمجلس البلدي حسب أنظمته ولوائحه يختص بمناقشة ومتابعة الأعمال البلدية فقط، ولعلني هنا أعذر المواطن، فالمجالس المحلية لم تبذل جهودا من أجل التوعوية بأهمية دورها وتعريف المواطن بلوائحها وأنظمتها وآلية عملها، وبذلك يصبح المواطن معذورا عند ذهابه إلى المجلس البلدي، فهو يذهب لمن أعطاه صوته من خلال الانتخابات البلدية التي تمت قبل خمس أعوام واختار المواطنون من خلالها نصف أعضاء المجالس البلدية، وهي ولله الحمد كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس بحكم أن ثقافة الانتخابات تعتبر تجربة جديدة على مجتمعنا، وهذا ما يشجعني للاقترح على الجهات ذات الاختصاص تطبيق تجربة انتخابات المجالس البلدية على أعضاء المجالس المحلية الذين يمثلون صوت المواطن في المجالس المحلية بحيث يكون اختيار الأعضاء بالانتخاب بدلا من التعيين أسوة بانتخابات المجالس البلدية، هذه الخطوة من شأنها تسليط الضوء على المجالس المحلية وتوجيه المواطن إلى الطريق الصحيح للمشاركة في التنمية، وكلنا في خدمة الوطن. نايف جابر البرقاني