نجحت السياسة الخارجية السعودية بقيادة سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية على مستوى مجلس التعاون الخليجي والمستوى العربي والإسلامي والعالمي، حيث حققت المكاسب للقضايا العربية والإسلامية والدولية. لقد ارتكزت السياسة الخارجية للمملكة على الاعتدال والوسطية والمبادرة وعدم الاعتماد على الفعل ورد الفعل والترقب والانتظار والبُعد عن العشوائية والتخبط، بل استندت على قناعات واستراتجية تخدم مصالح المملكة طويلة المدى على الساحة المحلية والإقليمية والدولية بحيث يستطيع المراقب السياسي التنبؤ باتجاهات سياسات المملكة على المدى القصير والمتوسط والبعيد بيقين كبير. الديبلوماسية السعودية متفاعلة مع الأحداث الإقليمية والدولية وتتعامل يإيجابية مع المتغيرات السياسية وشبكة المصالح التي يشهدها العالم، وسياسة المملكة الخارجية ذات ثوابت مبنية على الشفافية والاستقلال وعدم التدخل في القضايا السيادية للدول ودعم شرعية دول العالم. وتعمل السياسة الخارجية للمملكة على خمسة محاور هي المحور المحلي والخليجي والعربي والإسلامي والعالمي. يظهر نجاح الديبلوماسية السعودية من خلال مكانة المملكة وثقلها على الساحة العربية والإسلامية والدولية فهي مقر الأمانة العامة لمنظمة العالم الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والبنك المركزي المشترك للاتحاد النقدي الخليجي وهي عضو في مجموعة 20 الدولية ومنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، بالإضافة لمكانة المملكة المرموقة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة واليونيسكو وصندوق النقد الدولي. يظهر ثقل المملكة العربية السعودية على المستوى الدولي من خلال زيارات رؤساء الدول الكبرى للمملكة، وعلى رأسهم رئيس فرنسا هولاند ورئيس وزراء بريطانيا كمرون وزيارات وزراء خارجية أمريكا والصين واليابان وأمريكا. هناك تقدير كبير لموقف المملكة من رفضها المقعد غير الدائم في مجلس الأمن الدولي بسبب الكيل بمكيالين في القضايا العربية والإسلامية من قبل دول متنفذة كبرى، وقد ظهرت براعة الديبلوماسية السعودية في دورها بإقناع الأردن على التقدم لاحتلال المقعد غير الدائم في مجلس الأمن عن المجموعة الآسيوية لتعزيز مركز البلدان العربية في مجلس الأمن. لقد انعكس نجاح الديبلوماسية السعودية بآثار إيجابية على تحقيق المصالح المحلية والعربية والإسلامية.