بنت المملكة رفضها حضور إيران مؤتمر جنيف الثاني، الذي يبدأ غداً الأربعاء في مونترو وينتقل بعدها إلى جنيف، على عدم التزام طهران بشروط الدعوة إلى المؤتمر، وأهمها الموافقة المعلَنة على إنشاء حكومة انتقالية في سوريا، إضافةً لذلك ما زالت القوات الإيرانية تقاتل داخل سوريا في صف بشار الأسد ضد ثورة الشعب عليه، وبناءً على ما سبق تكون إيران غير مؤهلة لحضور محادثات السلام. والحضور الإيراني لمؤتمر جنيف الثاني دون الالتزام بما توصل إليه المجتمعون في مؤتمر جنيف الأول يبدو خرقاً للإجماع الدولي وإشراكاً لطرف غير محايد (سياسياً وعسكرياً) في محادثات السلام. ولا تبدي الأطراف المهتمة بحل الأزمة السورية ارتياحاً للدور الإيراني في تأجيج الصراع، وهي تدرك أن طهران جزء من المشكلة وأن الشعب السوري بات ينظر إليها باعتبارها عدواً بعد أن خبِر دعمها اللا محدود للأسد وتأكد من أنها تخوض المعركة إلى جانبه حفاظاً على مصالحها وحمايةً لنفوذها في سوريا والمنطقة دون اهتمام بالمعاناة التي يعيشها السوريون، التي تتحمل الإدارة الإيرانية جزءً منها. أما التأييد السعودي لعقد «جنيف2-» فهو على أساس أن الأولوية ستكون لتنفيذ قرارات «جنيف1-»، وهو ما أقرته الدعوات التي أُرسِلَت للدول المشاركة في المؤتمر والتزمت به هذه الدول وصار بمنزلة القاعدة التي ستبدأ عليها المشاورات. وليس من مصلحة السوريين العودة إلى الوراء نزولاً على الرغبة الإيرانية التي لا ينبغي أن تظل المتحكم في مصيرهم، فمن حقهم أن يختاروا مستقبلهم – وقد اختاروه بالفعل- دون إملاءٍ خارجي ودون أن تتسلط عليهم إيران دون مراعاةٍ منها للتضحيات المقدّمة من قِبَلِهم لإسقاط سلطة بشار الأسد، كما لا يُعقَل أن يظل العالم عاجزاً عن إنهاء أزمة خلّفت ملايين المهجّرين وأكثر من مائة ألف قتيل لأن إيران لا تريد دعم الحل الذي يحظى بتوافق غالبية دول العالم. إن الرفض السعودي لمشاركة إيران في «جنيف2-» هو رفضٌ لتعطيل جهود إحلال السلم في سوريا ورفضٌ لإعاقة إشاعة الأمن في المنطقة.