- يغيظني كثيراً حين تقع عيناي على قراءة خبر صحفي استباقي عن قيام بعض المسؤولين ببعض القطاعات الحكومية بزيارات مفاجئة لأحد أجهزة أو فرع أو إدارة ما تتبع لأحد أجهزة ذلك القطاع، ويعلم الجميع أن تلك الزيارات للوقوف على جوانب القصور ومدى جاهزية العاملين في ذلك القطاع. والكشف عنها واتخاذ ما يلزم حيالها من قبل ذلك المسؤول التي جاءت زيارته المفاجئة لتكشف المستور!! – وكم من الزيارات المفاجئة التي تفضَّل بالقيام بها كبار المسؤولين والوقوف عليها بأنفسهم قد كشفت قصوراً في الأداء لدى موظفي ذلك القصور ولدى من أنيطت بهم ثقة المسؤولين .. وتقديم خدماتهم لجمهور المتعاملين .. وحظيت بالوقوف على حقيقتها أثناء جولة تفقدية مفاجئة نفذها ذلك المسؤول في أوقات مختلفة غير معلنة وهذا هو عين الصواب. – فالزيارات التفقدية التي يقوم بها مسؤول ما .. لأي قطاع يُفترض أن تغلف وتحاط بالسرية، وألا تكون معلنة مسبقاً عبر كافة الوسائل الإعلامية أو داخل أروقة الجهاز ويعلم بها وبموعد إجرائها أصغر موظف في ذلك الجهاز وبذلك تفقد أهميتها وهيبتها ولا داع للقيام بها أصلاً! – عليه نشد على يد المسؤول للتركيز على مثل هذه الجولات التفقدية التفتيشية المفاجئة وعدم ترك أي فرصة أمام كل جهاز من أجهزة دائرته لإصلاح وتعديل وتلميع ما يمكن إصلاحه قبل موعد الزيارة، وأن تحاط مثل تلك الزيارات والجولات كما أسلفت بالسرية والكتمان حتى تحقق الهدف الذي نفذت من أجله لا أن يتم الإعلان عنها بأسابيع عبر وسائط إعلامية مختلفة .. كما نطالب باستمرارية قيام مثل هذه الزيارات والجولات المفاجئة وفي أي وقت ومكان لا أن تكون زيارات مسبقة التحضير والتجهيز والإعداد التي دأبنا على تسميتها ب «المفاجئة» وهي لا تحمل من هذه الصفة سوى ظاهرها واسمها.