اطلعت على ما نُشر حول قيام أحد مديري العموم في منطقة القصيم بزيارة مفاجئة إلى بعض الفروع التابعة لقطاعه واكتشافه بعض النقص والخلل وإصداره قرارات تأديبية جريئة. وحقيقة أعجبني ذلك المسؤول وأثلجت صدري تلك الزيارة الخاطفة والمفاجئة، وأسعدني ما اتخذه من قرارات؛ لأننا مللنا قراءة أخبار تلك الزيارات المخطط لها التي يصاحبها عادة إسراف زائد في الاستعداد والبهرجة والتنظيم، وكذلك الحضور والتواجد من قبل جميع منسوبي تلك الإدارة!! وليس هناك فائدة تجنى ولا ثمرة تقطف في الزيارات المعروفة، ولكن الزيارة الناجحة هي التي يستطيع المسؤول من خلالها التعرُّف بصدق على واقع العمل والاطلاع عن كثب على مدى الجهد المبذول من خلال الزيارات العشوائية والمفاجئة؛ وذلك لأن المسؤولين والموظفين يكونون على غير علم بهذه الزيارة وهم يؤدون عملهم المعتاد اليومي دون أي تزييف أو مظاهر براقة وتلميع زائد، وعندها يشاهد المسؤول الذي يقوم بالزيارة بأم عينه العمل على حقيقته وواقعا مجسدا أمامه؛ فيستطيع حينذاك التعرُّف على التصرفات الإيجابية والسلبية ويدرك المتميز من المقصر. وسمعت أن أحد الوزراء يقوم خلال فترات متفاوتة بزيارات مفاجئة وغير معلنة إلى فروع وزارته، وحقيقة أعجبني ذلك الوزير الذي يعتلي قمة الهرم في وزارته ومع ذلك يخلع بشته ويبارح كرسيه متفقدا وزارته؛ الأمر الذي سيجعلها في مقدمة الوزارات خدمة وعطاء وإنجازا. وأسأل المولى عز وجل له كل توفيق، وأن نرى الكثيرين من أمثاله الذين يقومون بمثل هذه الأدوار المهمة التي تكشف مكامن الخلل.