تداعت وتكالبت الأمم والأقوام علينا كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها كما أخبر بذلك رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) حين قال: «توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل»، صدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.. إن مصداق هذا الحديث الشريف نجده متمثلاً فيما نعانيه ويعانيه إخواننا المسلمون في كثير من بلاد العالم في أصقاع المعمورة، خاصة في فلسطين الغالية، والعراق وسوريا وغيرها، حيث الاضطهاد والتشريد والقتل وسلب الأرض وكافة الحقوق، يحدث كل هذا من أمم وأناس لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.. لأن هؤلاء المؤمنين يقولون ربنا الله. أَلِأَنِّي قلتُ الله أُهان… ألِأَنِّي أعتنق القرآن؟! نعم، فلهذه الأسباب يُعتدى على هذا المؤمن الموحد لله تبارك وتعالى!! إن قضايا وآلام أمتنا المسلمة لم تنتهِ بعد! فهي ليست متوقفة عند قضية واحدة فقط. بل إن هذه القضايا متجددة، والصراع بين الحق والباطل حتميّ وقائم إلى يوم القيامة. لقد قال الله تبارك وتعالى «وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً». كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يردد هذه الآية الشريفة في مكةالمكرمة وأمام الكعبة المشرفة وهو يهدم الأصنام بيده الشريفة، حتى يبيّن لنا أن هذا هو الإعلان بالتوحيد لله وحده ونبذ الشرك وأدواته التي هي الأصنام.. لذلك، فالمستقبل لهذا الدين القويم صراط الله المستقيم، مهما فعل أعداؤه وتكالبوا وكادوا للإسلام وأهله. هذا الدين القويم الذي لا يقبل الله (عزّ وجلّ) من الناس غيره؛ حيث قال وهو أعزُّ من قال «ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين»، فأهل هذا الدين العزيز هم أولياء الله وأحباؤه. قال تعالى «قل إن كنتم تُحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم». إن الله (عزّ وجلّ) هو المعين والمؤيِّد بنصره بإذنه تعالى يوم يقلُّ الناصر، بشرط أن ننصر الله فينصرنا؛ لأنه قال وهو أصدق القائلين «إن تنصروا الله ينصركم ويُثبت أقدامكم». اللهم اكتب لنا ولإخواننا المسلمين ولدينك القويم في كل مكان النصر والغلبة على الأعداء، إنك أنت الناصر والمستعان جلَّت قدرتك… اللهم انصر الإسلام والمسلمين ودمر أعداءك أعداء الدين، آمين…