ربما خانت دواود الشريان ذاكرته أو خذله الإعداد عندما أخطاً في قائمة المحرّضين على الجهاد في سوريا، لكنه بالتأكيد أحسن صنعاً في برنامجه «الثامنة» عندما سلّط الضوء على هذه القضية المهمة. شبابٌ في عمر الزهور يؤزّهم نحو الموت دعاةٌ من بين ظهرانينا، يتنقلون بين فنادق ال5 نجوم ومقاعد الدرجة الأولى، ويتمنّون أمام أتباعهم الشهادة وهم أحرص الناس في أفعالهم على حياة الأثرياء. يتلقّف كلماتهم المنافقة وخطبهم المؤججة صبيةٌ اختلطت فيهم مشاعر الغيرة مع جهلٍ بحقيقة ما يجري هناك من صراعات فصائل ومخابرات وتجاهلٍ لتصريحات متكررة من أهل الشأن في سوريا من علماء ومفكرين وثوار، بعدم الحاجة إلى الرجال قدر حاجتهم إلى المال والسلاح، ومن أبرزهم أحد أبطال الثورة السورية الراحل عبدالقادر صالح الذي قال: «نحن الآن لسنا في حاجة إلى الإخوة الأجانب نحن بحاجة إلى السلاح». وعلى عكس نصائح السوريين العارفين بحاجتهم، يأتي تهييج المضلّلين القاعدين من دعاة الإلقاء إلى التهلكة، ليدفعوا بفتيانٍ ما إن يصلوا إلى ساحات المعارك حتى يصبحوا حطباً لصراعات قوى وعالةً على الثورة والثوّار. إنّ المحرضين أولى بالعقاب من المغرّر بهم، وأحق بالمساءلة عن كلّ نفسٍ قتلت بسببهم، ولكل واحدٍ منهم أقول: لا ترمِ غيرَك للقبورِ وأنتَ تسكنُ في القصور.