قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، بدر عبدالعاطي، إن الوزارة استدعت أمس الإثنين رئيس بعثة المصالح الإيرانية في القاهرة للاحتجاج على تصريحات لبلاده بشأن الأوضاع في مصر، وأن وزير الخارجية كلف رئيس بعثة المصالح المصرية في طهران بالاحتجاج لدى الخارجية الإيرانية. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم السبت عن مرضية أفخم المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية تعبيرها عن قلق بلادها إزاء تصاعد حدة المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في مصر. ونقلت أيضاً قولها «إيران تعبر عن قلقها تجاه تأزم الأوضاع.. الجمهورية الإسلامية الإيرانية تراقب وبقلق التطورات الأخيرة في مصر، التي أدت إلي مقتل وإصابة عديد من المواطنين المصريين وتعبر عن أسفها لتصاعد حدة المواجهات بين القوات العسکرية والأمنية وبين المتظاهرين». وأوقعت اشتباكات اندلعت الجمعة الماضية في القاهرة ومدن مصرية أخرى بين قوات الأمن ومؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين 17 قتيلاً وعشرات المصابين وأشعل مؤيدون للإخوان النار في بضع سيارات للشرطة ومكتب أمني. ويخرج مؤيدو الجماعة في احتجاجات شبه يومية بالشوارع منذ عزل الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة في الثالث من يوليو بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. وتنفذ الحكومة المصرية المؤقتة المدعومة من الجيش حملة أمنية صارمة ضد جماعة الإخوان المسلمين وأعلنتها جماعة إرهابية الشهرالماضي بعد يوم من تفجير انتحاري استهدف مديرية أمن الدقهلية بدلتا النيل وأوقع 16 قتيلاً بينهم 14 من رجال الشرطة. وقال عبدالعاطي «وزير الخارجية نبيل فهمي وجه أيضاً القائم بالأعمال المصري في إيران بنقل رسالة احتجاج مماثلة للخارجية الإيرانية رداً على تدخلهم المرفوض في الشأن المصري الداخلي». وفي وقت سابق أمس، انتقد عبدالعاطي تصريحات المتحدثة الإيرانية التي طالبت فيها بحوار وطني في مصر بديلاً للعنف، وشدد في بيانٍ على أن للحكومة المصرية الحق «في اتخاذ القرارات الضرورية لتوفير الأمن للمواطنين وفرض النظام العام في إطار تطبيق القانون». وتحسنت العلاقات المصرية الإيرانية بصورة ملحوظة أثناء حكم مرسي الذي سعى إلى التقارب مع طهران، لكنه لم يستأنف العلاقات المقطوعة معها منذ عام 1979. وفيما كان أول زيارة لزعيم إيراني لمصر منذ أكثر من ثلاثين عاماً حضر الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد قمة إسلامية في القاهرة العام الماضي، ودعا خلال الزيارة إلى تحالف استراتيجي مع مصر وعرض تقديم قرض للقاهرة، التي تمر بأزمة اقتصادية. ورحبت إيران بالانتفاضة الشعبية، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك كما اعتبرتها «صحوة إسلامية» لأن الإسلاميين حكموا البلاد بعدها. من ناحية أخرى، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر قول وزير الخارجية المصري أمس، في مؤتمر صحفي في الجزائر التي كان في زيارة لها، إن «الموقف مع قطر يسير في طريق غير سوي». واتهمت القاهرةقطر يوم السبت الماضي بالتدخل في الشؤون المصرية. وقالت الوكالة إن فهمي شدد على أن «التدخل القطري لن يمر مرور الكرام». واستدعت وزارة الخارجية المصرية سفير قطر لدى القاهرة يوم السبت الماضي للاحتجاج على بيان للخارجية القطرية انتقد الحملة على الإخوان المسلمين وإعلانهم جماعة إرهابية.