دارت اشتباكات دامية أمس بين تنظيم دولة العراق والشام «داعش» وفصائل الجيش الحر والجبهة الإسلامية من جهة أخرى في محافظتي حلب وإدلب لليوم الثالث على التوالي. وأكد ناشطون مقتل القائد العسكري والرجل الثاني في «داعش» المدعو «حجي بكر» العراقي الجنسية في مدينة تل رفعت بريف حلب وهو قائد فرقة الاغتيالات الخاصة في تنظيم «داعش». كما أكد الناشطون مقتل ما يسمى بأمير الحركة في باب الهوى على الحدود مع تركيا واعتقال 13 مقاتلاً من تنظيم «داعش»، وذكر مركز حلب الإعلامي أن الاشتباكات اندلعت أمس بين «داعش» وفصائل عدّة من الثوار بينها جيش المجاهدين قرب دوّار حي المرجة، فما انسحبت «داعش» من جبهة الشيخ سعيد في حلب، وأكدت شبكة شام الإخبارية أن الاشتباكات شملت عدة أحياء في المدينة، فيما استمرت الاشتباكات في مدينة الأتارب التي ذكر ناشطون أنها تحررت من «داعش» بشكل كامل، كما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين بريف حلب الغربي ومحاور أخرى بين مقاتلي «داعش» وكتائب من الجيش الحر. وكانت عدة فصائل ثورية مقاتلة في حلب قد أعلنت عن تشكيل كيان جديد تحت اسم «جيش المجاهدين» للتصدي لاعتداءات «داعش». وتعهد «جيش المجاهدين» في بيان بمواصلة القتال حتى تفكيك أركان التنظيم، قائلاً: إما أن ينخرط مقاتلوه في صفوف الثوار أو مغادرة البلاد». وكانت فصائل تابعة للجيش الحر قد أجبرت تنظيم «داعش» على تسليم مقراته في عدة مناطق بريف إدلب وحررت معتقلين من سجونها ووجدت عديداً من جثث المعتقلين لديها مدفونين بشكل غير لائق بعد تصفيتهم في سجونها. فيما أكد ناشطون أن مقاتلي الجبهة الإسلامية سيطروا على مدينة منبج شمال حلب وطردوا «داعش» منها ورفعوا علم الثورة السورية فوق مبانيها، وأن عمليات تطهير المدينة من بقايا التنظيم كانت مستمرة حتى مساء أمس، وأفاد الناشطون بأن حركة أحرار الشام الإسلامية سيطرت على معمل السكر الذي يعد أكبر مقر ل «داعش» في ريف حلب. وأعلن الثوار حظراً للتجوال في مدن «عندان وحيان وحريتان» بريف حلب وطلبوا إلى أبنائها التزام منازلهم وعدم مغادرتها حتى إشعار آخر بسبب الأعمال القتالية. كما انسحبت «داعش» نهائياً من قرية أطمة التي تقع على الحدود مع تركيا وتسلمت جبهة النصرة مقارها فيها، كما سيطر جيش المجاهدين على قرية الجينة وأسر ثمانين عنصراً من تنظيم «داعش» مع أسلحتهم. وأشار ناشطون إلى أن مقاتلي «داعش» انسحبوا من عدة مواقع في ريف حماة ومحيط مدينة مارع بريف حلب وسلمت كل مقراتها الموجودة داخل المدينة، كما أكد ناشطون قيام التنظيم بتسليم معمل آسيا للأدوية والمعامل المحيطه بلواء «أحرار سوريا» بعد ساعات من الحصار، في حين أفادت أنباء نقلها ناشطون بمقتل قائد آخر في تنظيم «داعش» بمدينة إعزاز. وذكر ناشطون أن أكثر من 150 مقاتلاً من «داعش» قتلوا أمس وتم إسر المئات منهم. سياسياً حذر القيادي في الجبهة الإسلامية عبدالعزيز سلامة كل الفصائل العسكرية من إيذاء أي مهاجر وأن أعراضهم وأرواحهم مصانة وجرحاهم يعاملون أحسن معاملة. وأكد أن الجيش الحر والمجاهدين وقيادات في الجبهة الإسلامية تؤكد أن خلافها محصور مع قادة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وأنها لن تمس المهاجرين بأي سوء. إلا أن الناطق باسم الجبهة الإسلامية النقيب إسلام علوش، قال في تصريحات له أمس أرسل ل «الشرق» نسخة منها: «نحن نقاتل مَنْ بدأنا بالقتال واعتدى علينا ودفعاً للصائل ممن كان سواء من الأنصار أم من المهاجرين»، وأضاف «لا نقبل هذه الفقاعة الإعلامية التي أطلقت حول المهاجرين لصرف النظر عن الأخطاء الرئيسة» و»لا نقبل أن يختزل الجهاد بفصيل واحد». وشدد بقوله «لا نقبل من أي فصيل التكني باسم الدولة وذلك لأن قيام الدولة يحتاج شروطا لقيامها وليست كلمة ملقاة». فيما أصدرت الروابط العلمية والهيئات الإسلامية في سوريا بياناً وفتوى، قال فيه إن ممارسات تنظيم «داعش» تعين نظام الأسد وتطعن الثورة وشدد البيان على وجوب محاربته وعلى تحريم الانتساب إليه.