أعضاء من الوفد الفرنسي يفترشون الأرض الرياض – نايف الحمري أجبر سوء التنظيم في لقاء رئيس جمهورية فرنسا مع قطاع الأعمال السعودي، الذي نظمه مجلس الغرف السعودية أمس بمشاركة مسؤولين فرنسيين رفيعي المستوى، عدداً من أفراد الوفد الفرنسي على افتراش الأرض داخل القاعة الرئيسة المعدة للحفل، بسبب عدم تخصيص أماكن لهم، الأمر الذي بعث على استياء عدد منهم، خصوصاً الإعلاميين الفرنسيين، كما أثار قرار منع دخول مصوري الصحف الورقية، للقاعة، استياءهم، ووصفوا الأمر ب«الغريب»، وأرجع مسؤولو مجلس الغرف أسباب سوء التنظيم لإجراءات أمنية. وقال وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف عقب اللقاء الذي حضرته وزيرة التجارة الخارجية نيكول بريك وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الفرنسية، إن من أهم الخطوات التي يؤمل عليها في تحقيق نمو اقتصادي للمملكة، الانتهاء من توقيع اتفاقية منطقة التجارة الحرة، بين دول الخليج ودول الاتحاد الأوروبي. وأضاف «خطونا خطوة مهمة، ولكن بقي موضوع أو موضوعان نأمل الانتهاء منهما، لزيادة التبادل التجاري بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي»، مشيراً على هامش اللقاء الذي ضم أكثر من 400 رجل أعمال ومسؤول سعودي وفرنسي في مقر مجلس الغرف السعودية إلى أن «المعوق الرئيسي في المباحثات يكمن في إصرار الاتحاد الأوروبي على بعض المواضيع التي لا تستطيع دول الخليج التنازل عنها، فيما يتمثل المعوق الثاني في وجود اتفاقات كالتفادي التجاري الضريبي»، مشيراً إلى أن «فرنسا هي أول دولة وقّعت معها المملكة لتفادي التجاوز الضريبي»، لافتاً إلى أنها «مرت ببعض نقاط الضعف ولكن المملكة تأمل في أن جميع الاتفاقات ستسهم في زيادة الاستثمار بين البلدين». بدوره، توقّع رئيس مجلس الغرف السعودية عبدالله المبطي أن تنهي الشركات الفرنسية خلال اليومين المقبلين جميع الاتفاقات الموقعة بين البلدين، لافتاً إلى أن هذه الاتفاقات سترتفع إلى 12 اتفاقية. وحول تعثر بعض المشاريع السعودية في فرنسا، أشار المبطي إلى وجود اللجنة المشتركة بين المملكة وفرنسا لحل المشكلات الاستثمارية التي يتعرض لها رجال الأعمال السعوديون والفرنسيون في البلدين، وأن تسهم اللجنة في حلها، بالإضافة إلى وجود مجلس الأعمال السعودي الفرنسي. وأضاف «الرئيس الفرنسي أبدى اهتمامه بمسألة حل جميع الإشكاليات التي يتعرض لها رجال الأعمال السعوديون في فرنسا وقال «الشروط والأنظمة الحالية في أوروبا، لا يستطيع الرئيس الفرنسي حلها في الوقت الحالي، إلا بعد قيامه بالدراسات، ونحن زودناهم بجميع المعلومات الضرورية». وأكد المبطي أن تجارب رجال الأعمال السعوديين في فرنسا ناجحة، وذلك من خلال قيام رئيس فرنسا بتكريم شركتين سعوديتين وإعطائهما النياشين الفرنسية كونهما ساهمتا في مساعدة بعض الشركات الفرنسية التي واجهت صعوبات اقتصادية. واعتبر المبطي الاتفاقات التي تم توقيعها على هامش الزيارة، تأكيداً للإرادة المشتركة بين البلدين، لتطوير علاقاتهما في مختلف المجالات، مذكراً بحجم التبادل التجاري البالغ 44 مليار ريال، وأضاف بأنه سيتم العمل على دراسة الفرص الاستثمارية وزيادة تبادل الوفود التجارية بين البلدين وإزالة كافة المعوقات التي تعيق استثمار الشركات السعودية في فرنسا. من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على أن العلاقات السعودية الفرنسية تأتي من منطلقات دور البلدين في الأمن والاستقرار والسلام على الصعيد العالمي، منوهاً بمكانة المملكة وتاريخها العريق وشعبها وما تلعبه المملكة على صعيد الاقتصاد العالمي باعتبارها البلد العربي الوحيد في مجموعة العشرين التي ترسم السياسات الاقتصادية العالمية، وكذلك دورها كأكبر منتج للنفط بالعالم وجهودها في الحفاظ على أسعار عادلة له، وأشار إلى زيارة الملك فيصل يرحمه الله – لفرنسا ولقائه الجنرال ديغول. ونوه بحجم التبادل التجاري بين البلدين الذي بلغ 8 مليارات يورو. وقال إنه رقم كبير، لكنه أكد على وجود فرص لتوسيع مجال التبادلات التجارية، لا سيما أن المملكة لديها برنامج كبير لتطوير البني التحتية، ويستجيب هذا البرنامج لاحتياجات المواطنين وللاقتصاد السعودي ويمكن للشركات الفرنسية من خلال مجالات الامتياز التي عرفت بها المشاركة في مثل هذه المشاريع في مجالات كالطاقة والبنية التحتية والصناعات الغذائية، وقال إن الشركات الفرنسية حققت نجاحات باهرة في السوق السعودي.