أيرثيكَ اليراعُ أم المرايا وتبكيكَ العيونُ أم الحنايا وتكتبكُ المعاني في علاها بحبرِ المجدِ أم تبرِ السجايا ذوى من صفحة ِالمخلافِ بابٌ يُعَدُّ نظيره بين البرايا فتى جازان إن جدَّتْ أمورٌ تسامقَ فضلهُ بين السرايا ولو أن الدموع تعيدُ ميتاً لأسبلنا مآقينا هدايا فكم – والله ِ- قد خففتَ حِملا عن الأحباب فارتوت الزوايا وكم – والله – قد نفَّست كرباً عن الملهوفِ واجتزتَ الدنايا وكم أسرجتَ للأفراح ِخيلاً وكنتَ السعدَ في بوح ِالصبايا وكم أطلقتَ في الآفاق ِعلماً وكم رتلت للقرآن آيا حَنوتَ فلم تكنْ إلا ابتساماً ولنتَ فلم تكنْ إلا التحايا وتصفحُ لا لمنقصةٍ تراها ولكن السموَّ له خبايا ستذكركَ المنابرُ حين يشدو لها صوتٌ تهدهدهُ النوايا وتذكركَ المواعظ ُحين يهفو لها قلبٌ تَنَكَّرَ للخطايا وتذكركَ الأراملُ حين تخبو لهم نارٌ وتشتعلُ الحَكَايا وتذكركَ البيوتُ وكنتَ فيها تفيض بِشارةً بين المطايا ويذكركَ الرفاقُ وأنتَ فيهم مقامَ القطبِ من صحنِ الرَّحَايا شذاكَ معتقٌ في كل ركنٍ وذكركَ باتَ زقزقة العشايا فهل أدركتَ كم عينٍ أهلتْ عليكَ الدمعَ سَحَّاً كالركايا وهل أبصرتَ كم كفٍّ أهالتْ عليكَ التُّربَ يا نبضَ العطايا دعاء ُالمخلصين له أنينٌ وصمتُ الصابرين له شظايا سبيل الموت غايةُ كلِّ حيٍّ وتبقى الصالحاتُ هي البقايا وما الدنيا سوى إسراءِ ليلٍ وعندَ الصبحِ تبتدرُ المنايا