إلى ابن خالي عبدالله آل الشيخ رحمه الله حكت لي حين نامت مقلتاهُ حكت لي ما نراه ولا نراهُ حكت لي أن قلبي صار ناياً مذ ارتعشتء لميتته الشفاهُ تحير كل قلبٍ أين يبكي وأين تراه قدء يبرى تراهُ شكا لله ما يلقى ويشقى أغير الله يشكو ما ابتلاهُ فإن لم يشتكِ البلوى لديهِ ويفضي ما به فلمن عساهُ فمنذ جرتء من الجفن المآقي وغابتء كالقناديل الجباهُ شكا الدمع السفيح بكل خدٍ قذى في العين لا يجلى قذاهُ حكتء عشرينه عني وعنهُ عن الطرف المسهد إذ بكاهُ وعن أيامه وعن الليالي صباهُ وما يعلله صباهُ فعبدالله رمحٌ سمهريٌ ونخلٌ لا يظلله عَداهُ وساقية تسير بغير نبعٍ ونبعٌ لا يكدره حصاهُ وصفوانٌ يزل الرمل عنهُ ترقرقَ في صفاوتهِ ظماهُ وغيم أكحلٌ حبست يداهُ فلم يفتحء لربوته حشاهُ وقد نعمت به نجدٌ سنيناً يفوح على مضاربها نشاهُ ويزهر كل دربٍ سار فيهِ فكم درباً إلى الحسنى مشاهُ فأضحى الماء يطلبه صفاءً وتطلبه الحدائق ما اكتساهُ @@@ وعبدالله حقلٌ كان يلهو بسنبله وربوتهِ مداهُ يطرزه السحاب بوابلٍ منء عبير الليل ينزله هواهُ ويكسوه الندى غضَّاً طرياً ويلحفه برقته سناهُ له دربٌ تعبِّده السجايا ترتبه على مهل يداهُ يمرُّ بقلبه المخضرِّ ليلاً وتجري في حواصله المياهُ فتشرب ظبية الأشواق ما لا تكدِّره من الأحزان آهُ طيور الأيك فيه مغرداتٍ على نبعٍ مشعشة رباهُ إلى بيت تصفقه الأماني من العز المؤمَّل لبنتاهُ قناديلُ المحبة فيه شعتء فيشعلها ويوقدها جواهُ بناه ولم تمهِّلءه الليالي ليكمل ساعدٌ ما قد بناهُ شبابٌ لاح من جفنيه حتى أشعَّتء بالفتوة مقلتاهُ وسالتء من أنامله السواقي وفاح على جوانحه حياهُ بقلب في حديقته ظلالٌ تُراكض في ملاعبها ظباهُ توسِّدهُ غيومٌ من ورودٍ وقد سكبتء شذاها في شذاهُ على قللٍ من الغيماتِ فاضتء جوانبها فسالت خفقتاهُ ولكن بوح هذا الدوح فانٍ ورياه الجديد وما رواهُ قوافلُ في المدى مرتء سريعاً هو العمر القصير وما حواهُ جرى فينا ونجري فيه . يوماً نجاذبه ، وتجذبنا عراهُ نطاعنه بزهر الروح منا ويطعننا وتطحننا رحاهُ @@@ وعبدالله رحّالٌ بقفرٍ بلا رحءلٍ ومركبه مناهُ توقفَ تحت ظلٍ فوق عشبٍ وهبت نسمة وجرى صَباهُ وأطفأ ناره لما أضاءتء وأسرج ليله وسرى سراهُ تضوَّع عمره الورديّ ، دانٍ جنى العشرين في دمه جناهُ عناقيد الحياة دنتء ولكنء أيادي الموت ما قطفتء سواهُ له اسمٌ ياسمينيٌّ نقيٌ سقاه من المكارم ما سقاهُ يظل النحل ينزل فيه حتى يجود بما يجود له نداهُ