بيروت تشتعل مجدداً، الضحية هذه المرة هو محمد شطح.. مقتل الأكاديمي المقرب من رئيس الوزراء السابق سعد الحريري يضع حزب الله والنظام السوري تلقائياً في دائرة الاتهام. التفجير الذي أودى بحياة الوزير السابق يعد «رسالة إرهابية جديدة» بحسب الحريري، لأن الضحية هو «رمز الاعتدال»، ولأن اغتياله يأتي قبل ثلاثة أسابيع من افتتاح المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، جلساتها. محمد شطح يلحق بالعقيد وسام الحسن، إنه استهداف لرموز لبنان ورجاله، الفاعل ما زال مجهولاً، لكن أصابع الاتهام تشير إلى نظام الأسد وحليفه حزب الله. تطورات أمس دفعت المملكة، وعلى لسان مصدر مسؤول، إلى تجديد دعوتها كافة الأطراف اللبنانية إلى الاستماع إلى لغة العقل والمنطق، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية الضيقة التي ما فتئت تستنزف لبنان ومقدراته وتهدد أمن واستقرار شعبه. المملكة أكدت أيضاً على ضرورة بسط سلطة الدولة وجيشها على الأراضي اللبنانية لإيقاف هذا العبث بأمن لبنان واللبنانيين. لم يعد مقبولاً أن يهدد كيان ما كحزب الله وجود الدولة اللبنانية بإصراره على عدم إخضاع سلاحه للجيش وبإقحامه لبنان في الصراع الدائر في سوريا.. ولم يعد مقبولاً أن يظل مستقبل لبنان مرهوناً بما يجري في سوريا.. هذه أوضاع غير طبيعية أدت إلى شلل في الحياة السياسية اللبنانية. القاتل كما يقول الرئيس فؤاد السنيورة هو «نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني، القاتل هو نفسه، هو وحلفاؤه اللبنانيون من درعا إلى حلب، إلى دمشق، إلى كل سوريا». المتهمون، كما يقول الرئيس سعد الحريري، هم «أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية ويرفضون المثول أمام المحكمة الدولية، إنهم أنفسهم الذين يفتحون نوافذ الشر والفوضى على لبنان واللبنانيين، ويستدرجون الحرائق الإقليمية إلى البيت الوطني».