أوصى المشاركون في ختام مؤتمر الحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي استضافته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على ضرورة تفعيل الحوار الداخلي بين المسلمين وأنه الطريق إلى الحوار مع الآخر، وأن النظرة الحوارية يجب أن تكون شمولية تنتظم الأبعاد المختلفة، وتجسد الأقوال بالأفعال، عقيدة وعبادة وسلوكًا ومنهج حياة. كما أوصى المشاركون في ختام المؤتمر أمس الأول، بتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والإفادة منها في التقارب والتعايش والتواصل، وتقديم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى العالم نقية من الشبهات والأفكار والآراء، مشددين على أهمية اعتمادها منطلقًا للحوار في الجوانب الأخرى، ولاسيما ما يتعلق بجناب النبي صلى الله عليه وسلم، وآله الأطهار، وصحابته الأخيار، بالإضافة إلى أهمية الحوار كأسلوب حضاري للتعايش والتواصل والتعاون مع المسلمين وغير المسلمين. وطالب المشاركون بدراسة التكييف الفقهي والنظامي من خلال المجامع الفقهية، والهيئات العلمية لإفادة الجهات العدلية في منظومة الدول الإسلامية. ودعو إلى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، من مقتضى الإيمان به، ولابد أن يكون الدفاع من المنهج النبوي، ويعتمد القواعد الشرعية المتعلقة بالمصالح والمفاسد، مشيرين إلى أن هذا يحمل المسلمين، ولاسيما في مجتمعات الأقليات، مسؤولية مضاعفة في تجسيد قيم الإسلام وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، والبعد عن مظاهر الغوغائية والفوضى التي يحدث منها نتائج عكسية، ولا تحقق الهدف. وأشادوا برؤية هذا المؤتمر في جمعه بين أمثل الأساليب وأنبل الغايات، مطالبين باستنهاض الهمم لتفعيل ذلك في الواقع المعاش، وصولا إلى تقديم هذه الشخصية العظيمة، محمد صلى الله عليه وسلم، والدفاع عنه، وكشف كل شبهة يراد بها استنقاص دينه، أو تشويه سيرته، أو النيل من شخصه صلى الله عليه وسلم، بالضوابط الشرعية، والآداب المرعية، نظرا لأهمية الأبحاث وأوراق العمل التي قدمت عبر هذا المؤتمر، على اعتبار أنها بحوث عميقة محكمة مراجعة علميا وشرعيا، موصين باستقرائها، واختيار ما يخاطب غير المسلمين، وترجمته إلى اللغات الحية في العالم، وتعميمها على كافة المؤسسات العلمية والدعوية والتربوية، داخل المملكة وخارجها، عبر فروع هذه الجامعة في الدول الشقيقة والصديقة، وعبر الملحقيات والممثليات الثقافية والدبلوماسية الرسمية. وشدد المشاركون على دور المرأة المسلمة في غرس محبة الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس الناشئة، وتربيتهم عليها، والحرص على تطبيق السنة ليكون تجسيد القدوة من أبلغ أساليب التربية، ويشكل حصانة للأسرة، وعاملا رئيسا في استقامتها، وتعلقها بالهدي النبوي. كما أوصى المؤتمرون بالعناية بالأساليب النبوية في التربية في مؤسسات التعليم، واعتماد اللغة الحوارية، لغرسها ثقافة حضارية في نفوس الأجيال المسلمة، واقترحوا إقامة شراكات جامعية من خلال الآليات النظامية مع الوحدات البحثية لإقامة كراسي بحثية وورش علمية وحلقات نقاش مع بعض الجامعات الغربية قصد التواصل والحوار لإظهار قيم الإسلام، وشمائل سيد المرسلين، ودفع الشبه المغرضة، بالإضافة إلى إنشاء مركز بحوث ودراسات وترجمة متخصص يعنى بإظهار القيم الإنسانية والحضارية، ويكون تحت مظلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتشترك فيه الجهات المهتمة بهذا الشأن، بحيث يعتمد العمل الموسوعي للقيم التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال جمع الميراث النبوي في هذا الشأن، والعناية به تحقيقا وترتيبا، وإصدار الدراسات العلمية المتعلقة بجوانبه المختلفة، مع الحرص على ربطه بالواقع، وتقريبه للناس، وإظهار ما فيه من جوانب العظمة والكمال والشمول، وترجمته إلى اللغات العالمية الحية، وتخصيص كرسي بحثي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين رائد الحوار ويكون تحت عنوان: كرسي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، يكون من مهامه الرئيسة إعداد وتدريب وتأهيل المتخصصين في مجال الحوار مع الآخر ويكون مرجعاً متخصصاً لما يعقد من فعاليات وبرامج في هذا المجال، وضرورة التنسيق مع المنظمين للمعارض الدولية للكتب بتخصيص أجنحة في المعارض، تجمع كل ما يبرز سماحة الإسلام وشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته وشمائله، بجميع اللغات الحية، ويكون الانتقاء من خلال لجان معتمدة، وتوظيف التقنية في حسن العرض، وتقام في منظومة الدول، ولا سيما الغربية، والعمل على تأهيل الدعاة علميا وتربويا وتوعيتهم بفنيات وأدبيات الحوار الدعوي، وقضايا الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم والذب عنه، من خلال دورات وملتقيات تعقد لهذا الغرض، ويرشح المشاركون مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات لهذه المهمة، بالتنسيق مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وضرورة وضع ميثاق شرف عالمي يتم اعتباره من منظومة الدول يحمي جناب الرسل والأنبياء الكرام، ويجرم الإساءة إليهم بأي شكل من الأشكال، ويعد مرجعية قانونية عالمية في هذا الشأن، وكذلك إنشاء قناة عالمية تعنى بالحوار، وتوظيفه للدفاع عن رسول الله، ونشر شمائله وسنته، تحت إشراف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وبمشاركة الجهات المعنية بالحوار، وبخدمة السنة النبوية، وينطلق منها برامج يتم نشرها في بعض المحطات العالمية بلغة تخدم في إيصال الهدف ومخاطبة غير المسلمين.