أوصى مؤتمر الحوار وأثره في الدفاع عن النبي بإنشاء ميثاق شرف عالمي يحمي الرسل والأنبياء، ويجرم الإساءة إليهم ويعد مرجعية قانونية عالمية في هذا الشأن، وكذلك إنشاء قناة عالمية تعنى بالحوار، وتوظيفه للدفاع عن رسول الله، ونشر شمائله وسنته صلى الله عليه وسلم، تحت إشراف جامعة الإمام، وبمشاركة الجهات المعنية بالحوار وخدمة السنة، وينطلق منها برامج يتم نشرها في بعض المحطات العالمية بلغة تخدم في إيصال الهدف ومخاطبة غير المسلمين. وتوصل المشاركون في ختام فعاليات المؤتمر إلى 24 توصية من خلال خمس عشرة جلسة ولمدة يومين متواصلين، بحضور مدير الجامعة الدكتور سليمان أبا الخيل والشيخ عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع، بمشاركة أكثر 250 شخصيّة عالمية من الرجال والنساء من 51 جنسيّة وذلك بمبنى المؤتمرات بالجامعة. وشهدت الجلسات العديد من النقاشات وأكدت على أهمية تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين في الحوار بين الأديان والثقافات وتقديم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى العالم نقيّة من الشبهات، وأشار الدكتور محمد سويلم في الجلسة الأخيرة أن المملكة قدمت نموذجاً يحتذى به في دعم وتشجيع الحوار مع الآخر مما يجعلها في موقع الريادة من خلال ما قدمته من مبادرات وحوارات ولقاءات مع مختلف الدول الغربية سعياً للتواصل الجاد والمثمر من أجل تعميق ثقافة قبول الآخر، التي تنبع من جوهر الشريعة الإسلامية، كما أن الحوار يساعد على التصدي لمحاولات الإساءة للرسول الكريم والنيل من الأمة الإسلامية ومقدساتها من خلال إضعاف عقيدتها وطمس هويتها ومحاصرة الإسلام والمسلمين , وشهدت الجلسات العديد من النقاشات وأكدت على أهمية تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين في الحوار بين الأديان والثقافات وتقديم رسالة النبي «صلى الله عليه وسلم» إلى العالم نقيّة من الشبهات ولذلك يجب أن تتضافر الجهود العربية والإسلامية من أجل دعم وتدعيم ثقافة الحوار وتحويل الصراعات إلى دائرة الحوار والنقاش مع المحافظة على الخصوصيات الثقافية والمرجعيات والثوابت والحقوق العربية والإسلامية، واقترح الدكتور عبدالقادر الشيخلي إقامة شراكات جامعية بين الدول من خلال الآليات النظامية مع الوحدات البحثية لإقامة كراسٍ بحثية وورش علمية وحلقات نقاش مع بعض الجامعات الغربية قصد التواصل والحوار؛ لإظهار قيم الإسلام، وشمائل سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ودفع الشبه المغرضة، بالإضافة إلى إنشاء مركز بحوث ودراسات وترجمة متخصص يُعنى بإظهار القيم الإنسانية والحضارية. بحيث يعتمد العمل الموسوعي للقيم التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال جمع الميراث النبوي في هذا الشأن، والعناية به تحقيق وترتيب، وإصدار الدراسات العلمية المتعلقة بجوانبه المختلفة، مع الحرص على ربطه بالواقع، وتقريبه للناس، وإظهار ما فيه من جوانب العظمة والكمال والشمول، وترجمته إلى اللغات العالمية الحية، وتخصيص كرسي بحثي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين رائد الحوار ويكون تحت عنوان: كرسي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن جهتها دعت الدكتورة الجوهرة العمراني في مداخلتها إلى توجيه الحوار من خلال المؤتمرات المستقبلية للنشء، وعللت ذلك بأن المجتمع المعاصر يتعامل مع جيل عقلي وذكي فيجدر الاعتناء بما عرض من أوراق العمل والبحوث واستشفاف محاور مناسبة للنشء. وأكدت على أهمية الحوار كأسلوب مهم في مد جسور التواصل بين الأفراد والشعوب وقالت: «كلما التزمت البشرية بأداء الحوار كانت أقرب إلى السمو والإنسانية، وشددت الدكتورة أسماء على حاجة العالم اليوم إلى الحوار أشد من أي وقت مضى وبررت أن العالم اليوم تعددت فيه وسائل الاتصال وتيسرت كما تعددت مسائل الخلاف وتعقدت فلم يعد بإمكان أي مجتمع أو دولة العيش في معزل عن الآخر، فيما قالت الدكتور رحاب القرني: إن الحوار ينطلق ابتداء من تقبل الاختلاف ولذا علينا أن نربي النشء على الحوار وتقبل الاختلاف، وجاءت مداخلتها بناء على نتائج دراسة لها «تقبل الاختلاف في الرأي في تنشئة المعلمات الأمهات» والتي اسفرت عن وعي كبير لآداب وأهمية تقبل الاختلاف وبالمقابل قصور في ممارسته على مستوى الواقع مع الأبناء، ودعت القرني لإقامة ورش عمل لتدريب الأمهات على تقبل الاختلاف وممارسة الحوار لاسيما مع الأبناء.