لجأت إيران منذ نوفمبر الماضي إلى الاتصال مع هيئة التنسيق الوطني برئاسة حسن عبدالعظيم، بعد فشل إيران في إقناع الإخوان المسلمين في الدخول إلى حكومة سورية جديدة تحت اسم «حكومة وحدة وطنية». وكشفت مصادر ل»الشرق» أن وفداً من هيئة التنسيق يضم هيثم مناع وعبدالعزيز الخير وصالح مسلم قام بثلاث زيارات سرية متتالية إلى إيران خلال الشهرين الماضيين، والتقوا الرئيس الإيراني أحمدى نجاد، ومن المقرر أن يقوم نفس الوفد بالزيارة السرية الرابعة إلى طهران يلتقي خلالها خامنئي، وهذا اللقاء يعني اتفاقاً سرياً حصل بالفعل، وأن لقاء خامنئي يُعد مباركة للاتفاق حسب التقاليد السياسية الإيرانية. ومن المتوقع أن يكون الاتفاق ذا صلة بالحكومة المنتظرة تسحب البساط من تحت أقدام المبادرة العربية التي دعت إلى حوار في القاهرة بين النظام السوري والمعارضة، تنتج عنه حكومة وطنية تؤسس لدستور جديد تنظم على أساسه انتخابات تشريعية ورئاسية، بعد أن يسلم بشار الأسد صلاحياته كاملة إلى نائبه فاروق الشرع -حسب المبادرة التي من المقرر أن يصادق عليها مجلس الأمن الدولي قريباً جداً- هذه الخطوة الإيرانية السرية مع هيئة التنسيق الوطني تعني أن محاولة مشبوهة تسعى إليها إيران لإفشال المبادرة العربية وإنقاذ النظام السوري من جديد، ومنحه مزيداً من الفرص. يذكر أن رئيس هيئة التنسيق حسن عبدالعظيم وقادة آخرين في الهيئة مازالوا ينفون علمهم بالزيارات دون نفيهم الزيارات نفسها. وعلمت «الشرق» أن وفداً من الهيئة سيقوم قريباً جداً بزيارتين إلى كل من موسكو وبكين تتويجاً ل»اتفاق إيران» لبلورة تركيبة سياسية جديدة في سورية تشارك فيه هيئة التنسيق، وتسعى لمباركة روسيا والصين لها، وما يؤكد هذه التسريبات التي جاءت من مصادر هيئة التنسيق نفسها ما قاله ممثل هيئة التنسيق في الخارج هيثم مناع، «إن المبادرة العربية عليها أن تمر في موسكو قبل الذهاب إلى مجلس الأمن».