منذ بداية الانتفاضة السورية وإيران تسعى بكل الوسائل وما أوتيت من قوة ونفوذ لدعم النظام السوري عسكريا ولوجستيا واقتصاديا وسياسيا.. فبعد أن عرضت على الإخوان المسلمين أربع حقائب وزارية بالمشاركة مع النظام وتم التداول بينهم طويلا ثم جاء رفض الإخوان.. ها هي إيران تسعى من خلال معارضين آخرين وربما بسعر أقل. المعلومات تقول إن الاتصالات مستمرة بين طهران وهيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة التي عقدت مؤتمرها في دمشق، وإن الوفد الذي زار إيران لعدة أيام مؤلف من هيثم مناع وعبدالعزيز الخير وصالح مسلم، والخطير في الأمر أن الزيارة تمت بشكل سري وإلى الآن فإن أقطاب هيئة التنسيق يخفون الأمر عن الرأي العام. وبصراحة فإن التستر مثير للريبة والشك. ترى، ما هي الصفقة ولماذا التستر والسرية إذا كانت الأمور طبيعية ونظيفة وتخدم قناعات تحالف هيئة التنسيق ومكوناته؟ فرئيس هيئة التنسيق حسن عبدالعظيم مشهود له بالنظافة والرقي السياسي، فهو ينفي الزيارة لشخص بعينه ولا ينفي المبدأ ويلمح أن دولة من الدول ذات العلاقة بالملف السوري واجبة ومفيدة ولكنه ينفي عن نفسه زيارة إيران. أما حسين العودات فينفي علمه بالأمر ولا ينفي الأمر، ويؤكد أن حسن عبدالعظيم تحديدا لم يزر إيران. أقطاب أخرى مثل فايز سارة الذي انسحب من هيئة التنسيق دون ذكر أسباب انسحابهم الذي يثير التساؤلات. الأساس هو أن خطوة بهذا الحجم والخطورة وتحاط بالسرية والنكران والالتفاف تفوح منها رائحة صفقة خصوصا أن إيران شهيرة بعقد الصفقات السرية وفي ملفات حساسة كالعراق وأفغانستان وغيرها، ولعلها الآن تصطاد في الماء السوري العكر.