قال رئيس «تيار بناء الدولة» المعارض لؤي حسين ل «الحياة» إن وفداً يضم معارضين ومستقلين سوريين أكد خلال لقائه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة امس «رفض اي اجراءات، بما فيها الحماية الدولية، قد تؤدي الى تدويل الوضع السوري والتدخل العسكري». وكان العربي التقى امس وفدين، ضم الأول قيادة «هيئة التنسيق الوطني» برئاسة منسقها العام حسن عبدالعظيم وعضوية قياديين فيها، فيما ضم الوفد الثاني عدداً من المستقلين والمعارضين بينهم لؤي حسين وريم تركماني من «تيار بناء الدولة»، اضافة الى منذر حلوم وحازم نهار وميشال كيلو وسمير عيطة، ذلك بعد لقاء العربي عبدالعظيم اول امس. وأوضح لؤي حسين ل «الحياة» ان الوفد قدم تصوره لواقع الحال في سورية وعدم التزام الحكومة السورية تنفيذ كامل للمبادرة العربية، قائلاً: «اكدنا على مبادرة الجامعة وضرورة انجاحها كي لا يرتبط الامر الى التدويل. وقدمنا مقترحات للمساعدة في تنفيذ المبادرة مثل توفير مراقبين حقوقيين عرب ودعوة وسائل اعلام عربية». غير انه قال إن الوفد «اكد بوضوح رفض التدخل الخارجي ورفض اي اجراءات او آليات بما فيها الحماية الدولية، التي قد تؤدي الى التدويل والتدخل الخارجي. نرى بامكانية حماية المدنيين عبر مؤسسات مدنية عربية ودولية وليس عبر مجلس الامن لأن هذا (مجلس الامن) يفتح مجالاً للتدخل العسكري المباشر». ونفى حسين وجود تنسيق بين تياره وبين النظام السوري، وقال في تصريحات في القاهرة «لم نسمع بمثل هذا الأمر، ولم يتم أي اتصال بيننا وبين السلطات السورية». وحول ما إذا ناقش مع العربي تجميد عضوية سورية، قال: «إنه لم يناقش هذا الأمر». وفي سؤال عن المقابلات التي تتم من قبل وفود المعارضة السورية في الأمانة العامة للجامعة العربية من دون وجود تنسيق بينهم، ما قد يؤدي إلى تفتيت قوتهم، قال لؤي حسين: «من الصعب على قوى المعارضة السورية المختلفة العمل السياسي داخل سورية في الوقت الحالي لأسباب عدة، ولا يوجد أي ضرر الآن في أن تسمع الجامعة العربية وجهات النظر المتعددة». وصرَّح بأن هناك اقتراحات وعمل على إقامة مؤتمر لتوحيد المعارضة السورية تجاه المبادرة العربية. وحول مطالب بعض قوى المعارضة فرض حظر جوي على سورية، شدد قائلاً: «نحن لا نؤيد ذلك، ولا نقبل بهذا الأمر، لأنه سيتسبب بتدخل عسكري سيزيد من عدد القتلى والضحايا، فضلاً عن تهديم الدولة السورية». وبخصوص توقعاته لنتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب، قال: «نتمنى أن تكون هناك قرارات ضاغطة على السلطات السورية، وفي نفس الوقت ألا تذهب إلى تدويل الأمر في سورية». وكان «تيار بناء الدولة» المعارض انتقد ذهاب وفد «هيئة التنسيق الوطني» برئاسة المنسق العام حسن عبدالعظيم بسبب «اصراره للذهاب منفرداً» الى الاجتماع مع الامين العام للجامعة أول من أمس. وجاء في بيان ل «التيار» صدر في دمشق ان وفده برئاسة لؤي حسين «سعى دوماً إلى التوافق مع جميع قوى المعارضة السورية بغض النظر عن قدمها أو جدتها» وانه «ضمن مسعاه هذا استجاب بحماسة لدعوة وجهت له لينضم إلى وفد تم تشكيله من بعض قوى وشخصيات معارضة ليجتمعوا بالسيد نبيل العربي ليوصلوا له رسالة واضحة قبل اجتماع الوزراء العرب يوم السبت القادم بضرورة الضغط على السلطة السورية بشكل فعال لتنفذ الاتفاق الذي وقعته مع اللجنة الوزراية العربية حتى لا تتسبب السلطة بدفع البلاد إلى حالة من التدول قد تتطور إلى تدخل عسكري خارجي». وتابع البيان: «عشية الاجتماع لم يتمكن أعضاء الوفد المشترك من الاتفاق على عدد من الأمور، نتج من ذلك إصرار قيادة هيئة التنسيق الوطني أن تذهب إلى الاجتماع لوحدها معتبرة أنها لا يمكنها أن تتشارك مع الآخرين. كذلك اعتبرت أن الاجتماع مع الأمين العام للجامعة جاء بدعوة من معاليه موجهة تحديداً لهيئة التنسيق، وهذا عكس الواقع»، لافتاً الى ان وفد «الهيئة» ذهب الى لقاء العربي «وحيداً بعدما انسحب منه سمير عيطة ومنذر حلوم لعدم قبولهما بمواقف قيادة الهيئة. كذلك لم يذهب الأعضاء المستقلون مثل ميشيل كيلو وحازم نهار وناشطين آخرين مع الوفد». غير ان البيان اكد ان «التيار» سيبقي «مصراً على تحفيز الشباب على التشكل بقوى وتيارات سياسية جديدة كفيلة بإغناء الحياة السياسية السورية لتكون هذه القوى بديلاً عن النظام الحاكم والقوى السياسية التقليدية». الى ذلك، انتقد «التيار» التصرف الذي قام به «بعض مناصري» المجلس الوطني تجاه وفد «هيئة التنسيق» عند دخولهم مبنى الجامعة العربية. وكان لافتاً ان وكالة الانباء السورية (سانا) بثت خبراً عما تعرض له وفد «الهيئة» في القاهرة، قائلة: «في تعبير واضح عن سياسة الإلغاء والإقصاء ورفض الآخر قامت مجموعة معارضة من «مجلس اسطنبول» الموجودة في القاهرة بالاعتداء بالضرب والرشق بالبيض والبندورة على وفد يمثل «هيئة التنسيق» لقوى التغيير الديموقراطي في سورية أمام مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أمس ومنعوه من دخول المقر للقاء الأمين العام وذلك لرفض أعضائه التدخل الأجنبي في سورية». كما نقلت الوكالة عن عبد العظيم قوله: «نرفض الإقصاء وأن يقوم أحد فصائل المعارضة بإقصائنا ومنعنا من التعبير عن موقفنا لأننا نرفض التدخل العسكري المباشر». وتعقد اللجنة العربية المكلفة من قبل وزراء الخارجية العرب بمتابعة الوضع السوري اجتماعاً طارئاً اليوم (الجمعة) للاطلاع على الأوضاع السورية، وتقديم تقرير تفصيلي إلى مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المقرر غداً السبت. وقال مسؤول في الجامعة العربية إن الأمين العام للجامعة سيقدم تقريراً إلى اللجنة التي تضم وزراء خارجية كل من الجزائر وسلطنة عمان ومصر والسودان والأمين العام وبرئاسة قطر حول مطالب المعارضة السورية ونتائج الاتصالات مع الحكومة السورية وما تم تنفيده من بنود المبادرة العربية والعقبات التي تحول دون تنفيد المبادرة، على أن ترفع اللجنة تقريراً الى وزراء الخارجية حول الوضع السوري بشكل عام والأوضاع في المناطق الملتهبة في شكل خاص ونتائج الاتصالات والتقارير المرفوعة من قبل الحكومة والمعارضة ومن داخل وخارج. وطالب عضو الهيئة التنسيقية السورية المعارضة في الداخل السوري هيثم مناع بضرورة التمسك بخطة العمل العربية لما تتضمنها من بنود فعالة يمكن من خلالها تجنب السيناريوات التي تحاك لسورية من الخارج. وقال مناع عقب لقائه أمس نبيل العربي، يرافقه وفد من الهيئة التنسيقية استكمالاً للمباحثات التي جرت أول من أمس إنهم متمسكون بوقف إراقة الدماء وأعمال العنف في المدن السورية، وأبلغوا العربي بضرورة اتخاذ إجراءات لتنفيذ الخطة العربية بخاصة بندها الأول المتعلق بوقف أعمال العنف وإراقة الدماء، مشيراً إلى أن البنود السياسية الأخرى تأتي لاحقاً بعد هذا البند. ورفض مناع الإشارة إلى فشل خطة العمل العربية، قائلاً: «حتى لو لم يتم تنفيذ كامل بنودها، فنحن نتمسك ولو ب 5 في المئة من هذه الخطة حتى نتجنب السيناريوات الأخرى التي نراها أسوأ، وأنه لولا تمسكنا بهذه الخطة لما تحملنا مشاق الإهانة من بعض المتطرفين». وقال الناطق الإعلامي باسم الهيئة الدكتور عبدالعزيز الخير إن الهدف الأعلى والرئيسي الذي سعينا إليه هو إيجاد أسرع طريقة لوقف حمام الدم في سورية، وإنقاذ أرواح المواطنين، وهو ما نركز عليه في سورية بشكل خاص، وإننا بحثنا مع الأمين العام للجامعة الإجراءات التنفيذية الممكنة التي نتمنى من الجامعة العربية إجراءها من دون إبطاء وإرسال مراقبين من الجامعة العربية ومن وسائل الإعلام العربية لزيارة المدن السورية كدرعا وحمص... ووضع ذلك أمام أضواء الإعلام وإعداد تقارير رسمية ترفع من قبل المراقبين لتوضع أمام الدوائر الرسمية العربية ووقف المراوغة والمماطلة التي يمارسها النظام». ورداً على سؤال عن موقفه مما يتردد من تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية مما يمهد الطريق للاعتراف بالمجلس الوطني السوري، قال الناطق الإعلامي إننا ركزنا على وقف العنف وإراقة الدماء ولا نتفق مع المجلس الوطني على أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، بل نراه إحدى قوى المعارضة والتي لها امتدادات في الداخل ونحرص على التواصل والتنسيق معها، كما أننا نرفض منهجهم الإقصائي الذي يعمل على تهميش الآخرين. وأشار إلى أن الشعب السوري ما زال أمامه فرص لبروز شخصيات تعبر عنه تكون ممثلة له وللتغيير الذي ينشده، وليس جزءاً من قوى المعارضة التي لا تمثل كل الشعب.