قاد سعوديون حملة لمقاطعة أسواق الأسماك في مناطق المملكة، اعتراضا على ارتفاع الأسعار هذا العام بشكل لافت للأنظار، داعين إلى التفاعل مع الحملة للضغط على التجار لتخفيض أسعارهم، وإلا تعرضوا لخسائر كبيرة، ستنجم عن ركود مبيعاتهم. وأكد أصحاب الحملة التي أطلقت في موقع التواصل الاجتماعي «توتير» أن الأسعار هذا العام تجاوزت حدود المنطق والعقل، ولا مفر من مقاطعة أسواق الأسماك كافة، حتى يضطر تجار الجملة إلى تخفيض أسعارهم». وأكدوا في تغريدات لهم أن المقاطعة أكدت الجدوى منها في دول غربية عدة، بعد تفاعل المستهلكين معها، ولابد أن يتعامل السعوديون بالمثل في ظاهرة الغلاء المنتشرة في الأسواق السعودية». وواصلت أسعار جميع الأسماك ارتفاعها، مسجلة زيادة «مقلقة» على حد وصف مستهلكين، جاء في مقدمتها سمك الهامور، الذي ارتفع إلى 70 ريالاً للكيلو جرام الواحد في أسواق المنطقة الشرقية، فيما تراوح سمك الكنعد بين 40 و60 ريالا على مدى الشهرين الماضيين. وبرر التجار ارتفاع الأسعار في الأيام الماضية، بسوء الأحوال الجوية المتقلبة، وانعكاس ذلك على الكميات المصطادة، إلى جانب التوجه لصيد الروبيان على حساب الأسماك، بالإضافة إلى التصدير للدول المجاورة. في المقابل، شكك مواطنون في جدوى تلك المقاطعة، مطالبين جمعية حماية المستهلك بأن يكون لهم دور فعال وإيجابي في مراقبة الأسعار وحماية المستهلك من ظاهرة الغلاء، لافتين الى أن تصدير الأسماك للخارج بكميات كبيرة، قلل من الكميات المباعة في الأسواق المحلية، مطالبين بوقف تصدير الأسماك، أسوة بمنتج الإسمنت الذي منعت وزارة التجارة تصديره للخارج، لتوفير حاجة السوق المحلية منه. وأوضح أحمد الهاجري (مستهلك) أن «السمك لا يمكن الاستغناء عنه، ومن الصعب مقاطعته، رغم ارتفاع أسعاره في الأيام السابقة»، مضيفاً أن «الروبيان تضاعف سعره خلال السنوات الثلاث الماضية، والحل يكمن في وقف التصدير ودور أكبر لحماية المستهلك، وأن يكون هناك إعلان يومي للأسعار يلتزم التجار به لوقف تلاعبهم». ويضيف محمد إبراهيم أن «هناك ارتفاعا واضحا وغير منطقي في أسعار السمك، ورغم الإضراب عن شرائه خلال الأيام الماضية، إلا أن أسعاره مازالت مرتفعة، خاصة الهامور والكنعد والروبيان، ومع الأسف المستهلك هو المتضرر الأول والأخير من هذا الغلاء، ولا يمكن أن يحرم مائدته من وجبة السمك الأساسية في كل بيت، لاسيما الأنواع المعروفة مثل الهامور والكنعد». وتوقع عدد من أصحاب المحلات انخفاض الأسعار في الأيام القليلة المقبلة وسط ضعف الإقبال وتحسن الأجواء وزيادة المعروض.