لا أدري هل هي مياه صحية، أم مرضية، تلك التي يُصنِّعها ويسوقها لنا كثير من الباعة المتجولين بصهاريجهم القديمة شبه التالفة، لكي نشرب من مائها صباحاً ومساء صيفاً وشتاء؟! وما الاشتراطات الصحية لها ورقابة معايير الجودة؟.. هل هناك مسؤول يمكن أن يسأل عنها، ويهتم بها حفاظاً على صحة المواطن والمقيم؟ أتوقع أن المعنيين بأمور الرقابة الصحية والجودة للمياه المعدنية المُحلاة لا يقومون بدورهم الرقابي على الوجه الأمثل، خصوصاً إن كان في الصيف الحار، فلا يوجد لديهم متسع من الوقت كي يراقبوا تجار هذه المياه، الذين بدأ عديد منهم بالتعاون مع عمالتهم «غير الصحيين» يُصدرون لنا «كوكتيلات من المياه» متعددة الألوان: حمراء، صفراء، سوداء، بنكهات متقلبة، وهذه التغييرات الغريبة والمفاجئة أثبتها شهود عيان وشهود مذاق للماء، عانوا من شوائب هذه المياه المُحلاة. ولربما تكون هذه الشوائب قد تسببت في أوبئة وأمراض لا يرجى شفاؤها «أسأل الله الصحة والعافية للجميع». ومع تلك السلبيات والتخبطات منهم، رفعوا الأسعار دون أي مُبرر، ليزيدوا «الطين بلة». فمن المسؤول عن ارتفاع سعر الماء؟ ومن المسؤول عن رقابة وجودة الأداء في مصانع المياه الصحية «العشوائية»، هل هي وزارة المياه؟ أم وزارة الصحة؟ أم هيئة الغذاء والدواء؟! أتمنى من المسؤولين المعنيين بنقاء الماء وسلامته الإجابة بخط واضح ومفهوم عن هذه الإشكالية التي تمس حياة الإنسان بشكل مباشر.