لقد أحسن المسؤول عن إحدى الرحلات الداخلية في مطار حائل، حينما منع أحد الشباب من السفر ب«الشورت الرياضي القصير»، لما في ذلك من تنَافٍ للعادات والتقاليد، وصادم للذوق العام في الأماكن العامة. كان المسؤول قد أعطى المسافر فرصة لتغيير ملابسه، كما جاء في الخبر، لكنه أصّر على السفر بالملابس التي قدم بها، وهي غير مناسبة للخروج بها في الأماكن العامة، وكان يمكنه استبدالها بما يحفظ مظهره العام، ويحترم حق الآخرين في عدم إزعاجهم بما يسيئهم، فهناك أسر وعائلات، ولكل مجتمع عادات وتقاليد ينبغي أن تحترم. ومعظمنا سافر إلى بلدان أخرى، ويعرف أنه لا يمكن لكل فرد فعل ما يريد من منطلق «بكيفي»، وهو الرمز الخطأ لمعنى الحرية الشخصية، ف«حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين»، كما يقال، واحترام الخصوصيات مطلب مهم، فما قد يصلح هناك، قد لا يصلح هنا، والعكس. فتحية إعزاز وإجلال وتقدير، لهذا الموظف في مطار حائل خاصة، وللعاملين في الخطوط السعودية عامة، على أن هذا الموظف قدم درسا في ضرورة التقيد بالآداب العامة في الأماكن العامة، وما أجمل أن يظهر المرء في أجمل صورة له، فهو يقدمها للآخرين، وليس الأمر مجرد حرية شخصية قد تؤذي الآخرين. أعلم أن بعضنا قد يقول، وماذا حدث؟ فهو حر ولم يقترف جرما! لكن الجواب سهل جدا، وهو أنه ينبغي على كل إنسان احترام نفسه، كي يكسب الاحترام من الآخرين، وارتداء هذا الشاب سروالاً قصيراً في مكان عام، وسيستقل طائرة، فيه تجاوز على التقاليد. وأنا أتساءل: لماذا نصفق للفرنسيين واليابانيين حين ينافحون ضد تقاليدهم ويعدونها عريقة، بينما نحن نرى أنه لا مشكلة في التعدي على تقاليدنا وعاداتنا؟!، وما أصدق القائل: «وما المرء إلا حيث يجعل نفسه/ فكن طالبا في الناس أعلى المراتب». إنها مسألة خلق، ونحن أبناء دين عظيم، ومن المؤكد أن كل إنسان مسؤول عن تصرفاته، عن سلوكياته، وينبغي أن يظهر مدى نضوج أفكاره، سلوكه، تصرفاته حتى يلقى الاحترام من الجميع.