تسبَّبت الأمطار التي هطلت على الرياض في الأيام الماضية في هلع وخوف سكان المنطقة، وخسائر في الأملاك والأرواح، وأثبتت آثارها أن المنطقة لا تمتلك أي شيء يقيها أو يحميها من زخات المطر، وغير قادرة على تحمُّلها. هذا الأمر يدفع المواطن إلى طرح عديد من الأسئلة، أهمها: أين ذهبت المليارات من الريالات المخصصة للبنية التحتية، من شوارع ومبانٍ ومصارف للمياه؟ فعند هطول زخات من المطر نجد شوارعنا وقد أصبحت شبيهة ببحيرات من المياه، وتحولت طرقنا إلى مستنقعات كبرى تسير فيها السيارات، ويعجز كثير من البشر عن التنقل عبرها. لقد زرعت الأمطار التي هطلت الخوف والرعب بين سكان المنطقة، وغيرها من مناطق المملكة، وتسببت في وقوع حوادث مؤسفة، ما بين احتجاز وغرق وحوادث مرورية ذهب ضحيتها عديد من الناس. والعجيب أن هذا المشهد التراجيدي يتكرر كل عام، وفي كل منطقة ومحافظة ومدينة، فمن المسؤول عن نتيجة هذه الأضرار، وعن خوف الناس من المطر؟ هل هي الأمانات والبلديات.. أم مَنْ؟ يُفترض أن تواكب هطول الأمطار مظاهر فرح واستبشار، لأنها نعمة من نعم الله (عز وجل)، ننتظرها بعد طول غياب، لكنها مع وضعنا الحالي، باتت نذيراً للأخطار، ومصدراً للأضرار، وكابوساً مخيفاً للجميع، فهل نتدارك الوضع عاجلاً لا آجلاً، ونطمئن المواطن والمقيم ألا يخاف من نعمة المطر؟